حينما قرأت محور هذه الشهادات وجدت نفسي أمام إشكالية صعبة لأنني سأتحول من كاتب للنص إلى متحدث عنه ولا أقول ناقداً له,, وغالباً مايكون الكاتب أسوأ متحدث عن العمل الذي قدمه هذا لايعني فقدان العلاقة بين الكاتب والنص الذي يكتبه مطلقاً حيث يجب أن يكون الكاتب واعياً بكل ما يكتبه وأن تكون علاقته بإبداعه قوية وممتدة إلى الأبد, أبدأ بهذه المقدمة لأقول منذ أن بدأت بكتابة القصة القصيرة وأن أهتم كثيراً بالشخصيات قد تكون القصة القصيرة تختلف كثيراً عن الرواية قد لاتتضح الشخصية وربما تكون غامضة للقارئ ولكن حتماً ثمة حياة في القصة، في عدد من القصص التي كتبتها كان هناك الحوار الذي سيمتد حتى آخر قصة كتبتها بين الأنا والآخر,, قد يكون البطل هو المتحدث ولكن بالحقيقة البطل هو الآخر الذي قد لا يعلن عن نفسه في ذلك النص، وهذا البطل قد لا يكون شخصية محددة بل عدة شخصيات أو من جانب آخر عدة مواقف يمثلها عدد وافر من الشخصيات، أنا لا أحتقر البطل ولو كان جماداً حيث أسعى غالباً إلى أنسنته وأجعله يعيش حياة خاصة قد يتضح ذلك إلى حد ما في قصة الملل التي أرغب أن تنشر مع هذه الشهادة وهذا جانب من جوانب شخصية البطل في قصصي.
عموماً حينما أكتب قصة قصيرة تتمثل لي غالباً بكل تفاصيلها الدقيقة ولكن- وأقولها بصدق- قد أفاجأ أثناء كتابتي للنص بشخصية تأسرني فأنساق وراءها مديراً عنق النص إلى حادثة أخرى, هذه الكتابة محاولة للوصول إلى الأفضل وهذا الانسياق يدفعنا إلى أن نمارس التجريب حتى نشعر أحياناً بأننا نتمثل أنفسنا.
|