Sunday 18th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 2 محرم


البطل لا يولد ارتجالاً بل يأتي من فكرة

قبل البدء في الإجابة على هذا السؤال أود تصحيح اعتقاد سائد لدى البعض وهو أن البطل لابد وان يكون شخصية آدمية عاقلة تتحرك غالبا حيث الحدث، بينما الواقع- خصوصا لدى الجيل الجديد في الرواية والقصة- أن البطل قد يكون مكانا أو زمانا معينا، أو ربما رمز تلتف حوله مجمل الأحداث، فمثلا، يأتي قاص ويكتب رواية باسم مدينة معينة يحكي فيها وضع المدينة الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والطائفي,, الخ، بينما ينسج شخصيات فقاعية تساعده في ايصال مبتغاه ثم تختفي، وهنا نستطيع الجزم بأن المدينة/ المكان هي البطل في الرواية/ القصة.
والقاص عادة يستعين بالبطل كأداة لإيصال المضمون، فبينما الشاعر أو كاتب المقال يوصلان أفكارهما بمجرد الشرح المباشر أو غير المباشر المرصوف في النص، يحتاج كاتب القصة إلى أداة غير مباشرة توصل مبتغاه، وتكون علاقة الكاتب مع هذه الأداة/ الشخصية متحكمة ومسيطرة بلاشك، لكن يجب على القاص المحترف طمس كامل بصماته الذاتية من شخصية القصة، وذلك بخلق جو حدثي سلس كبيئة تتعاضد مع البطل في نحت المجرى الأساسي للفكرة- والتي هي أصلا قناعة القاص الذاتية- ومن ثم تلقيمها للمتلقي.
وبمعرفتنا أن القاص هو المبدع المسيطر على مجمل الأحداث في نصه، نجزم أن البطل لا يلد ارتجالا، فهو بديهيا لا يملك عقلا ولا سلطة قرار، ولا يفلت خارج الورقة ليتمرد على خالقه إلا بأمره.
ويأتي هنا دور القاص، فيجب أن يعرف سلوك شخصيته ومنولوجها الداخلي، فالشحات- مثلا- لايفكر كالغني، والعالم لا يتحرك كالجاهل، والطفل ليس كالشيخ، وإلا تسطحت الشخصية وتماهت معالمها، وهذا خندق تسقط فيه الكثير من النصوص، ويتوجب على القاص قبل خلق أي شخصية دراسة نظرائها في المجتمع حتى لا تختلط- سهوا- بسلوكيات شرائح أخرى، مما قد يؤدي لخلخلة التوازن في كامل النص.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
حوار
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved