Sunday 18th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 2 محرم


هكذا
المكان,, المكان
فهد العتيق

* كان يبغض الجمل الكبيرة والعبارات الجديدة التي لم تكن تعني شيئا في فترة كان الناس يقولون لا بالتأكيد بمناسبة وبدون مناسبة لم يكن يفهم ان تجمع كلمتين متناقضتين , عل العكس من امي التي كانت حريصة على ان تبدو متطورة والتي كانت تجروء على التجريب مع شيء من التردد فيما سمعته او قرأته توا، كان هو يرفض استخدام مفردات ليست مفرداته .
* وهكذا تسير رواية الكاتبة الفرنسية آني ارنو : المكان,, نحو تفجير تفاصيل صغيرة او احداث مهملة كانت متشظية داخل حياتها التي كانت متلعثمة او مترددة بعد ان صعد الى رأسها مشروع صعب اغرقها في اليأس، بسبب مائة صفحة لم تكتمل من حياتها، داخل اسرة فرنسية صغيرة وبسيطة، كانت تفشل في الوصول الى ما كانت تشعر به على انه حقيقة وضع ابيها، فتسقط بين نمطين كما تقول : بديلا للكتابة الدارجة عن عالم العمال والفلاحين، والشعبية والبؤسية، يقوم الاول على وصف الثقافة الشعبية دون اشارة الى الاستلاب الاقتصادي، ولايرى الثاني في هذه الثقافة سوى التعاسة وتدهور الثقافة الحقيقية.
* وقد اوضحت لقارىء روايتها التي حصلت على جائزة كبرى انها انتبهت الى انه عليها ان ترفض اية اعادة بناء خيالية لحياة ابيها، ان تستخدم اللغة بطريقة نقدية للتحايل على الايديولوجيا التي تحملها في عبارات مثل البسطاء بيئة متواضعة وان تحصر نفسها في نقل الوقائع ، ذلك ان الكتابة المحايدة بلاحنين وبلا تواطؤ كانت تحمل مسافة جيدة لها ككاتبة روائية.
* رواية المكان، باختصار ، رواية بسيطة، بقدر طموحها الكبير وعمقها وجمالها، وهي تؤكد انه اذا كان ثمة تحرر عبر الكتابة فهو ليس في الكتابة ذاتها بل في المشاركة مع اناس مجهولين في تجربة مشتركة، فليس وظيفة الكتابة طمس جرح او علاجه، وانما اعطاؤه معنى وقيمة وجعله في النهاية,, لاينسى.
* لغة مكثفة وبسيطة وشاعرية حالمة بقدر الثقافة والصدق والجرأة والطموح التي تحملها وهذا ما نطمح ان نراه في بعض رواياتنا العربية التي نأمل ان تكون اقل صفحات واكثر قيمة!!؟
* فاصلة:
* الزميل عبدالله السمطي كان وفيا باتصاله وتأكيده ان قراءته النقدية في الشرق الاوسط لكتاب (اظافر صغيرة وناعمة) كانت غير مكتملة وان ظروف النشر هي التي جعلتها تخرج بذلك الشكل، وهكذا يظل التأكيد اننا اذا كنا نسهر على نصوصنا لكي تخرج بشكل جيد، فان كتاباتنا النقدية هي ايضا نصوص ادبية يفترض الاهتمام بها لكي تخرج بشكل جيد، ولكي نبدو مدركين جميعا لمسئولية الكتابة.
* فاصلة اخرى:
* ظل ذلك (الكاتب)!! يكتب عشرات المقالات الصغيرة، وجميعها تدور حول اراء يطرحها زميله الاخر، الذي (جره) الى ساحته وموضوعاته بكل هدوء وموضوعية؟!!
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
حوار
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved