صرخ النجفي، فارا من الهم ، قائلا
لوكان همي عاقلا اقنعته لكنني قابلت (هما أهوجا)!! |
دخلت القاعة ، واذا الصمت ينتشر في المكان، لو لا قطرات من شعر الخطراوي انتثرت في ثنايا المكان!!
أين الهم؟!
كان صديقي الخطراوي شاعرا، ومحققا، وفرائضيا، واديبا، وقبل ذلك - وأهم منه - ساخرا، كان يتحدث الى وجوه خاشعة في صمت مميت!!
أين الهم؟!
استغفر الله - كان بجوار صديقي - صديقان بجواره,, نعم هما العزيزان/ احمد باعطب، وعبدالله الخشرمي، وكانوا تتعاكظون شعرا مختلف المذاق، ومتعدد الألوان كريش الهدهد)!! أني لهم؟
الشاعران من جدة، والثالث الخطراوي - صديقنا المرح من طيبة الطيبة على ساكن ثراها ازكى صلاة واجل تسليم وما الغريب في ذلك؟!
***
ألتفت يمينا ، ويسارا أيضا، فوق/ تحت ، عدد الجالسين لايتجاوز اذا اغلبت الروم عشرين جالسا!! أهذا جمهور؟!
اهذه أمسية؟! وفي نادي جدة، النادي الذي يتنادى به القوم مدحا وتطورا ونشاطا؟!
ان هذا العدد (النحيل) لو اسقطت منه اعضاء النادي والذين جاءوا من اجل الشراب ومآرب اخرى لم يبق الا أقل من عشرة فاذا أخرجت خمسة جاءوا من اجل الخطراوي لم يبق في كفك الا عدد يساوي المشاركين في الامسية مع مديرها!!
هل تلاشي الشعر؟! أم تلاشت الجماهير التي تحبه؟!
أين ديوان العرب أضاع مع ما ضاع من (تراث ما كل ما يتمنى المرى يدركه) كان هذا في نادي جدة، الواجهة المشرفة للادب والادباء (كما يقولون) ولكن الصديق الخطراوي اقام امسية بعده بنادي القصيم كان مفردا في منصتها - وامتلأت القاعة عن آخرها فأين الخلل؟!
***
هل جاء وقت توديع (الشعر) حين يكون ديوان العرب سلبا للفضاء وبقية المسليات التي ليس منها سماع الشعر!؟
انها وقفة صادقة لنعرف اين هو ديوان العرب وما حضور هذا الجمهور (النحيل) لامسية تضم بين جنباتها شاعرا واديبا بحجم الخطراوي احد اصحاب الحداثة التنويرية الا معطى علميا لمن يعرف كيف يقرأ الزمان والمكان.
لذا كان هم النجفي اهوجا ولكن ماذا عن هم الشعر الذي في كل واد يتلاشى والشعراء الذين في كل يوم يتكاثرون.