لندن- العواصم- الوكالات
ذكرت صحيفة التايمز البريطانية نقلاً عن المتحدث باسم المفوضية كريس يانكوفسكي ان عمليات ترحيل مواطني كوسوفا قد استؤنفت بصورة كاملة حيث يصدر ميلوسفيتش الأوامر بعملية تطهير عرقي ويستخدم الكوسوفيون كبنوك حية للدم.
وأشارت الصحيفة الى تقارير تثير الفزع نقلتها عن اللاجئين الفارين من كوسوفا تفيد بأن القوات الصربية استخدمت الشباب الألبان للعمل بنظام السخرة في حفر الخنادق وجعل الرجال الألبان غير القادرين على العمل الشاق بمثابة بنوك للدم لتوفير الدماء للجنود الصرب المصابين من جراء الهجمات الجوية التي يشنها الناتو أو الذين يقاتلون ضد جيش تحرير كوسوفا.
ونقلت الصحيفة عن لاجئين كوسوفيين قولهم انه تم انشاء معسكرات عمل صربية في مراكز رياضية في بلدة بريزين وقرية زيلوم التي تبعد نحو خمسة أميال شمال شرقي البلدة.
هذا وأعربت رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أريان تومبيه عن قلقها البالغ من احتمال تعرض مخيمات لاجئي كوسوفا للقنابل الانشطارية التي استخدمت القوات الصربية عدداً كبيراً منها خلال غاراتهاالتي شنتها على الاقليم في الأيام الأخيرة الماضية.
وأكدت المسؤولة الدولية في تصريح خاص أمس لراديو فرنسا الدولي انه اذاماحدث ذلك فسوف يتسبب في كارثة ولاسيما ان عملية اقناع اللاجئين بالنزوح نحو الجنوب للبعد عن مناطق القتال تتسم بالصعوبة الشديدة لاقتناعهم بقرب عودتهم الى ديارهم في كوسوفا.
وأشار الراديو إلى أنه أصبح من المألوف ان تتجاوز الاشتباكات اليومية بين القوات الصربية وجيش تحرير كوسوفا حدود يوغوسلافيا لتصل إلى ألبانيا حيث تعرضت أول أمس نقطة الحدود في زيركا للتدمير بشكل كبير كما سقطت قذائف الهاون على بلدة قريبة منها.
من ناحية أخرى أكدت المتحدثة باسم الرابطة الديموقراطية لكوسوفا في الخارج مجدداً ان السلطات الصربية تحتجز زعيم ألبان كوسوفا ابراهيم روجوفا رهينة لديها في العاصمة بلجراد.
وشككت المتحدثة في اتصال هاتفي اجراه معها الراديو في أن يكون روجوفا مطلق السراح مؤكدة انه ليس هناك ثمة شك من أن سلطات بلجراد قد أودعته السجن.
وكان التلفزيون اليوغوسلافي الرسمي قد عرض الليلة قبل الماضية لقطات يظهر فيها الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسوفيتش والزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روجوفا خلال لقاء عقداه حسبما ادعى التلفزيون في بلجراد أول أمس ودعا خلاله الى وقف العمليات العسكرية ضد يوغوسلافيا.
هذا وفي مقر الأمم المتحدة بنيويورك رفض ممثل يوغسلافيا اقتراحات السلام بشأن كوسوفو التي طرحها الأمين العام للمنظمة كوفي عنان ودعا مجلس الأمن إلى ادانة القصف الذي يقوم به حلف شمال الأطلنطي الناتو على بلاده.
وقال زيفادين يوفانوفيتش في خطاب بعث به أول أمس إلى عنان ان فشل مجلس الأمن في التحرك ضد العملية التي يقوم بها الناتو انما يشجع المعتدين ويزيد من المخاطر التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليان .
وقال يوفانوفيتش: ان على عاتقكم واجب ادانة الناتو نظراً للتصاعد اليومي الخطير في عدد الضحايا المدنيين والخراب الذي يحدثه المعتدون في كافة أنحاء يوغسلافيا .
وقال عنان في بيان صدر من خلال الناطق بلسانه انه لايعجب من رد الفعل اليوغسلافي, وأضاف: انه يشعر اننا متورطون في موقف صعب وخطر ويصعب الخروج منه .
وأضاف البيان أيضاً: وكما قال في بروكسل هذا الأسبوع فإننا لانتوقع حدوث نتائج سريعة، وإنما نحن في المرحلة المبدئية في سبيل بحثنا عن حل دبلوماسي
والتقى عنان مع خمسة من أعضاء مجلس الأمن أمس الاول لمناقشة الوضع في كوسوفو وناشد الأعضاء الوصول إلى وحدة الهدف فيما بينهم صوب المشكلة, ومن المقرر أن يقدم عنان تقريراً للمجلس غدا الاثنين .
وأنكر يوفانوفيتش أيضاً في الخطاب الذي بعثه وجود أي حملة يوغسلافية للترهيب أو لطرد السكان المدنيين , في الوقت الذي ألقى باللوم على القصف الذي يقوم به الناتو في اجبار ألبان كوسوفو على النزوح الجماعي عن الاقليم.