Sunday 18th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 2 محرم


نوافذ
سؤال,,؟؟

كم مخلوق بشع خرج لنا من خلف الستار الحديدي؟ ذلك الستار الذي كانت ترفعه الدول الشيوعية في وجه العالم الخارجي، وقد تحول هذا الستار بدوره الى مجرد ستارة مهلهة عبثا تخفي الحدود الغائرة في جلود البشر هناك والتي تقسم العرقيات والمذاهب والأديان.
ومسيحيو الكنيسة الشرقية الأرثوذكس ، الذين وقعوا تحت قمع النظرية الأممية الشيوعية لما يربو عن سبعين عاما، كانت فيها تهمة الذهاب الى الكنيسة قد توازي الخيانة العظمى، هذه العقود الطويلة من القمع الديني والفكري، خلفت هذه الردة المتوحشة التي ظهرت بعد تداعي ذلك النظام، وكانت مدة متوحشة لأنها تتخذ طابع البحث عن الهوية والماضي، فكان من أسباب هذه العودة هي عمليات التطهير الديني، وذلك لخلق أوروبا نقية من الاسلام .
ففي العصر الحديث لم نشهد حروبا لها هذا المقدار من البشاعة، والتي تخلي مدنا بكاملها من سكانها ومن ثم تركها دكا,, مثل مدينة برشتينا وعلى ورقة المباحثات الآن ورقة يوجد فيها ان تمتص أوروبا جميع المهجرين والمشردين الذين لجأوا اليها,, كل بلد بحسب طاقته، ومن ثم تضيع تلك الأقليات في قلب المحيط المسيحي الكبير.
والسؤال الآن ما هو دور العالم الإسلامي تجاه ما يحدث؟ واسرائيل استغلت الصخب الإعلامي القائم حول المتشردين فصنعت جسرا جويا من المساعدات والاعانات التي تبرز وجهها الحضاري والانسيابي.
ولكن نحن ناهيك عن المساعدات التي يجب ان تكون أمرا بدهيا وألا يتردد فيه أحد لاعانة منكوبي هذه الكارثة من مسلمي أوروبا.
هل هناك تحركات على المستوى الدبلوماسي، من جميع الدول العربية والمسلمة التي تتبادل التمثيل السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي مع بلغراد ؟ أين الغيارى المتحمسون من نواب دولة عربية والذين أهدروا دم مغنية عربية بسبب اشاعة لم يتحقق صدقها من كذبها باسم الغيرة على الدين، وقوطعت تلك المغنية في دول كثيرة، من أجل اشاعة مشكوك في أمرها,, وأعيد السؤال هنا لم لا تصب تلك الغيرة في مجالاتها الحقيقية، ومناظر مشردي كوسوفو تفتت الأكباد وتقطع القلوب؟,, إنه سؤال مجرد سؤال؟
أميمة الخميس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
حوار
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved