Sunday 18th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 2 محرم


رأي الجزيرة
سياسة الاستيلاء بوضع اليد

شجبت المملكة إعادة إسرائيل احتلالها لقرية ارنون بجنوب لبنان ورأت في هذا العمل الذي يجافي جميع مبادىء ميثاق الأمم المتحدة واحكام القانون الدولي، عدوانا غير مبرر ترتب عليه تشريد سكان القرية وتدمير مساكنها إمعاناً في سياسة التوسع التي درجت إسرائيل على اتباعها غير مكترثة بالقوانين الدولية والأخلاقية.
وموقف المملكة من هذا العدوان الإسرائيلي الجديد على لبنان الشقيق يسجل سبقاً عربياً في التعبير عن السخط المتزايد على ممارسات السياسة الإسرائيلية العدوانية والتوسعية التي درجت على اتباعها وتطبيقها حكومة الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو التي لم تتورع عن ان تمارس الارهاب الصريح عندما أطلقت قواتها الرصاص على وفود الصحفيين التي أرادت أن تدخل القرية لتكشف ما يجري بداخلها من جانب قوات الاحتلال وعملائهم فيما يسمى جيش لبنان الجنوبي.
كما أن حكومة نتنياهو لم تتردد أمس أيضاً في أن توجه تهديداً إرهابياً أكثر خطورة عندما أعلنت أن سلامة اللبنانيين المدنيين ستتعرض للخطر اذا ما حاولت الحكومة اللبنانية تحريكهم باتجاه أرنون لدخولها كما حدث من قبل عندما دخل الشباب اللبناني أرنون وحرروها من الاحتلال الإسرائيلي.
وما تمارسه إسرائيل في جنوب لبنان يرمي لتحقيق عدة أهداف لم تعد غامضة ومن بين أهمها:
1 تسليم ارنون لوحدة من الجيش اللبناني ليس من أجل إعادة ارنون للسيادة الوطنية اللبنانية وإنما لجعل الجيش اللبناني حاجزاً بين قوات الاحتلال وبين عمليات المقاومة الوطنية التي تريد ارغام تلك القوات على الجلاء من كل شبر تحتله من جنوب لبنان.
2 أو: تسليم ارنون لمليشيات ما يسمى جيش لبنان الجنوبي العميلة كواجهة للاحتلال وكدرع بشرية تتلقى ضربات المقاومة الوطنية بدلا من ان يتلقاها جنود الاحتلال.
3 تعديل مذكرة اتفاق تفاهم نيسان بما يوافق خطط إسرائيل لحماية قواتها في الشريط الحدودي المحتل وبالتالي تكريس وجود هذه القوات في الشريط المحتل حتى يتم فرض:
أ إما إبرام معاهدة سلام منفرد بين إسرائيل ولبنان مع استمرار المسار الموحد مع سوريا.
ب أو فصل المسار اللبناني عن المسار السوري للوصول إلى نفس الغاية وهي توقيع اتفاق سلام منفرد مع بيروت ودمشق وقبل ان يتحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان ومن هضبة الجولان، وهو ما ترفضه سوريا ويرفضه لبنان بحزم.
ولعل ما يجري في جنوب لبنان والجولان لا ينفصل عمّا يجري في الضفة الغربية التي تشهد كل يوم المزيد من وحدات المساكن لليهود في مستوطنات قائمة او في أراضٍ فلسطينية يستولي عليها اليهود لإقامة مستوطنات فيها بهدف فرض أمر واقع عندما تبدأ مفاوضات الوضع النهائي لعملية السلام الفلسطينية/الإسرائيلية.
انها إذن وباختصار شديد - سياسة العدوان والتوسع في الأراضي العربية بقصد الهيمنة الجيوسياسية ثم الاقتصادية بوضع اليد على موارد الثروات وأهمها ثروة المياه.
الجزيرة


رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
حوار
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved