في بعض الأحيان يعد ناقل الكفر كافراً,, وليس صحيحا ذلك القول الذي لا اعرف من الذي اشاعه: ناقل الكفر ليس بكافر .
والذي فعله سفير الولايات المتحدة الامريكية في بيروت بنقله رسالة من حكومة نتنياهو الى حكومة سليم الحص تطلب فيها -حكومة نتنياهو- تمركز قوة من الجيش اللبناني في قرية ارنون لمنع عناصر المقاومة الاسلامية اللبنانية من استعمال القرية لشن هجمات على قوات الاحتلال الاسرائيلية المتواجدة في جنوب لبنان,.
نقل هذه الرسالة هو في التقييم السياسي كفرٌ من الاسرائيليين,, والقبول الامريكي بتكليف السفير الامريكي في تل ابيب بتسلم تلك الرسالة وارسالها للسفير الامريكي في بيروت لتسليمها الحكومة اللبنانية كفر سياسي امريكي ومشاركة في عمل غير شرعي ومخالف للقانون الدولي فالرسالة الاسرائيلية هي بمثابة أمر من حكومة تحتل قواتها اراضي دولة مستقلة وذات سيادة تطلب فيه من تلك الدولة توظيف قواتها المسلحة لحماية جنود دولة الاحتلال من رجال المقاومة الذين يقومون بعمل مشروع طالما بقيت أرض وطنهم محتلة.
الامريكيون ،من خلال القبول بمهمة ساعي البريد لنقل رسائل التهديد والأوامر الاسرائيلية للبنان يكونون بذلك مشاركين في الارهاب الاسرائيلي والمخطط الذي تبع تسليم الرسالة الاسرائيلية الى الحكومة اللبنانية,, فبعد رفض لبنان الأوامر الاسرائيلية بتمركز قوة من الجيش اللبناني في قرية ارنون، وهو ما كان متوقعاً، تحركت على الفور قوة احتلال اسرائيلية لتحتل قرية ارنون التي سبق ان احتلتها اسرائيل قبل حوالي شهرين وحررها طلبة الجامعات اللبنانية!
والآن,, بعد الاحتلال الاسرائيلي لهذه القرية الصامدة وحيث مهدت لذلك الرسالة التي نقلها ساعي البريد الامريكي ، هل يمكن اعتبار الولايات المتحدة مشاركة في احتلال هذه القرية التي اصبحت رمزاً للصمود بين اوساط الطلبة,, وهذا الانطباع الذي شاع بين اوساط الطلبة والشباب اللبناني، بل عموم الشعب اللبناني، كم سيزيد من مساحات الاشمئزاز من الانحياز الامريكي ووقوف الامريكيين الى جانب المحتلين أراضي العرب,, وقبولهم بدور ساعي البريد لتحجيم المقاومة الوطنية؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com