Monday 19th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 3 محرم


تعليم 21
قيم تربوية مهمة

تستعد كثير من أمم هذا الكوكب، بل قل انها قد أكملت استعداداتها منذ زمن، لاستقبال قرن جديد بطموحات وخطط وآمال مختلفة، وهذه البلاد، التي تحتضن أطهر وأقدس بقعتين على وجه البسيطة، وانبلج منها نور الحق والهداية، وجرت على أرضها ملاحم تاريخية هي بكل المعايير أقرب ما تكون للمعجزات، أقول ان هذه البلاد تشرفت بقيادة عقدت العزم على أن يتبوأ هذا الوطن مكانا مشرفا يرقى فوق اي اعتبارات ضيقة لا تحقق نصرة للدين وعز للوطن.
وعندما نتحدث عن الاستعداد لمواجهة تحديات القرن القادم فلا شيء غير التعليم يمكن ان يرد للذهن, فالتعليم اليوم هو الوسيلة الأمضى قوة لكل من يدخل حلبة السباق الأممي, انه -أي النظام التعليمي- مؤشر صادق على جدية الأمة أو تراخيها, أنظر في النظام التعليمي لأي أمة بشقيه المكتوب والممارس وسوف تكتشف من خلاله ملامح شخصيتها.
تحرص الأنظمة التعليمية اليوم على ان تقدم لطلابها المعرفة العلمية بتطبيقاتها المتعددة، وهذا بلاشك مطلب حيوي وجوهري، بل هو سمة تعليم هذا العصر, لكن الاستفادة من معطيات هذه المعرفة العلمية لن تتحقق بالمستوى المأمول طالما لم ينجح النظام التعليمي في التأسيس لقيم تربوية وتعليمية جوهرية, فمثلا، من المهم ان يؤكد التعليم على قيم التسامح ، والحوار الذي لا يلغي الآخر بل يحترمه ويبحث عن نقاط التقاء معه, من المهم ايضا ان يستوعب طلابنا ان الحقيقة والحكمة في دنيا الناس ليست حكرا على أحد وان الرأي الأقرب للصواب هو ما تراه المجموعة المعتبرة, علينا ان نربي فيهم عدم التعصب للرأي، ونبين لهم بكل السبل الممكنة ان التنازل عن الرأي من أجل ما تراه المجموعة هو عمل انساني راق.
مطلوب من التعليم ان ينمي لدى الطلاب حب العمل التطوعي ويظهر لهم ما يمكن ان ينعم به مجتمعهم المحلي الفصل، المدرسة، الأسرة,,الخ من خير ورفاه عندما تعم فيه هذه الفضيلة, مطلوب من التعليم كذلك ان يغرس لدى الطلاب حب وتقدير العمل التعاوني المشترك مع الأخرين ويتيح لهم الفرصة ليقتسموا معرفتهم ومهاراتهم ليحققوا انجازا جماعيا يفخرون به, علينا ان نعلمهم كيف يصلون للمعرفة وكيف يفحصونها وكيف يحكمون على قيمتها العلمية.
التعليم يجب ان يبرز للطلاب فضيلة الجد في العمل ونبذ الاتكالية والاعتماد على الغير.
ان المدرسة وبحكم الخبرة التي تمتلكها تستطيع ان تخطط وتعد المواقف والخبرات التعليمية التي من خلالها يتم بناء هذه القيم الجميلة عند الناشئة, وعندما يفقد الجيل لمثل هذه القيم التربوية الجوهرية فهو حري ألا يتمكن من توظيف ما اكتسب من مهارات ومعرفة علمية لخدمة نفسه وخدمة أمته.
د, عبدالعزيز بن سعود العمر

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved