لندن - العواصم - الوكالات
انحى الرئيس الامريكي بيل كلينتون باللائمة في الأزمة الحالية بكوسوفو على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش ووصفه بانه طاغية مولع بالحرب قائلا ان اي حل سيتطلب حدوث تغيير رئيسي في بلجراد.
وقال كلينتون في اعنف لهجة ضد الزعيم اليوغوسلافي المخضرم في صحيفة صنداي تايمز ان اي حل للازمة التي يشهدها اقليم كوسوفو وتهدد بالامتداد الى الدول المجاورة يتطلب تحولاً كبيراً في جمهورية الصرب.
واضاف بشكل واقعي فان تحقيق هذه الفكرة سيتطلب تحولاً ديمقراطياً في جمهورية الصرب نفسها فالمنطقة لا يمكن ان تبقى آمنة بوجود طاغية مولع بالحرب في وسطها .
اننا في كوسوفو لأن اسوأ زعيم مهيج لمشاعر الناس في اوروبا انتقل مرة اخرى من الكلمات الغاضبة الى العنف الذي لا يوصف .
وقال كلينتون ان الغارات التي يشنها حلف شمال الاطلسي على قوات ميلوسيفيتش ستستمر الى ان يسحب قواته من كوسوفو.
واكد وجهة نظر الدول الكبرى التي تحاول التفاوض من اجل التوصل الى حل سلمي بين جمهورية الصرب وزعماء البان كوسوفو الذين يشكلون 90 في المائة من سكان الاقليم والتي تدعو الى منح كوسوفو حكماً ذاتياً وليس استقلالاً مثلما يطلب مقاتلو جيش تحرير كوسوفو.
على صعيد امريكي آخر قالت مجلة يو اس نيوز اند وورلد ريبورت ان مسؤولين امريكيين عقدوا محادثات سرية مع جيش تحرير كوسوفو في وقت سابق من الشهر الجاري بشأن تزويده باسلحة اوروبية الصنع مضادة للدبابات.
ولم توضح الصحيفة في عددها الذي يصدر اليوم الاثنين النتيجة التي اسفرت عنها المحادثات ولم تذكر مصدر معلوماتها.
وقال تقرير المجلة ان وليام كوهين وزير الدفاع الامريكي وجورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية اشادا خلال اجتماعات غير رسمية مع اعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ الاسبوع الماضي باداء جيش تحرير كوسوفو في ساحة القتال في الآونة الاخيرة.
واضافت المجلة ان كوهين وتينيت ابلغا اعضاء مجلس الشيوخ ان عشر كتائب من جيش تحرير كوسوفو دافعت بنجاح عن منطقة بوديفو في شمال شرق كوسوفو في مواجهة قوات الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش.
وصرح باري تويف نائب المتحدث الصحفي باسم البيت الابيض بان الادارة الامريكية ليس لها اي تعليق على تقرير المجلة او على علاقات الولايات المتحدة مع جيش تحرير كوسوفو الذي توجه له اتهامات بتهريب اسلحة ومخدرات.
ومن ناحية اخرى ايضا اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية امس ان الولايات المتحدة ستولي اقتراح الرئيس الفرنسي جاك شيراك عقد قمة حول الازمة في كوسوفو بين دول حلف شمال الاطلسي والدول المجاورة ليوغوسلافيا للبحث في المشاكل التي يطرحها النزاع في كوسوفو.
ويمكن ان تعقد هذه القمة التي اقترحها شيراك في نهاية الاسبوع في واشنطن على هامش احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس الحلف الاطلسي وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان واشنطن ستدرس باهتمام هذا الاقتراح.
وقد اعلن متحدث باسم الرئاسة الفرنسية ان شيراك تحادث هاتفياً مع كلينتون حول آخر تطورات النزاع في كوسوفو واوضح ان شيراك عبر عن امله في ان تكون القمة مناسبة لعقد اجتماع لرؤساء الدول السبع المحيطة بجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية لدراسة المشاكل الامنية التي يطرحه عليها النزاع في كوسوفو ووسائل معالجته.
وهذه الدول هي كرواتيا والبوسنة وسلوفينيا ومقدونيا والبانيا وبلغاريا ورومانيا.
ومن المقرر ان تعقد قمة الحلف الاطلسي وتجري احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسه من 23 الى 25 نيسان ابريل الجاري في واشنطن.
على صعيد العمليات العسكرية للطائرات اعلنت الاذاعة البلغارية امس الاحد ان حلف شمال الاطلسي طلب ممراً جوياً من بلغاريا.
واضافت ان البرلمان يفترض ان يجتمع ليوافق على هذا الطلب طبقاً للدستور موضحة ان رئيس الوزراء ايفان كوستوف دعا رؤساء الكتل البرلمانية الى اجتماع تشاوري امس الاحد.
وكان الرئيس البلغاري بيتار ستويانوف قد صرح اول امس ان بلغاريا ستؤمن ممرات جوية ودعماً لوجستياً لعمليات الحلف في يوغوسلافيا اذ تقدم الحلف بطلب من هذا النوع.
يذكر ان البرلمان البلغاري دعم في بداية الضربات الجوية في اذار مارس الماضي ولكنه اكد في الوقت نفسه ان بلغاريا لن تشارك بشكل مباشر او غير مباشر في العمليات العسكرية بصفتها دولة مجاورة ليوغوسلافيا.
وفي لندن اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا امس الاحد انه لا يستبعد احتمال ان يدفع الحلف الى التفكير باجتياح بري لكوسوفو اذا كان ذلك ضرورياً.
وقال سولانا في تصريح لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي انه في الوقت الراهن نعتقد ان التدخل الجوي كاف والسلطات العسكرية التي تنظم التدخل تعتبر انه كاف لذلك لن نغير استراتيجيتنا حالياً.
واضاف لكن اذا وصلنا الى وقت اتضح فيه ان التدخل البري ضروري انني واثق من ان الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي ستكون مستعدة للبدء به .