رغم النفي المتكرر من بعض أركان دول حلف شمال الأطلسي للأنباء التي تفيد بالاعداد الهادىء لاجتياح بري لإقليم كوسوفو بقصد وضع حد لعمليات التطهير العرقي التي يمارسها الجيش الصربي ضد سكان الاقليم من عرقية الألبان المسلمين، نقول رغم هذا النفي إلا أن القناعة بضرورة الاجتياح البري تترسخ وتتسع مساحة التفكير بهذا الاجتياح مع مواصلة جيش الصرب لجرائمه الفظيعة في الاقليم.
ومما يزيد القناعة بضرورة الهجوم البري أن الحلف شن حتى أمس 6 آلاف طلعة جوية ضد أهداف عسكرية وأخرى مدنية/ عسكرية في يوغسلافيا، دون ان تؤثر على نشاط جيش ميلوسيفيتش وذلك بالرغم من خسائره المتزايدة!
ومهما قيل عن حجم الخسائر المحتملة من هجوم بري تشنه قوات حلف الناتو، فإن الحرب لا يمكن أن تكون بدون خسائر في العتاد وفي الأرواح.
وسبق للرئيس الأمريكي أن قال هذا في خطاب رسمي للشعب الامريكي يطلب فيه دعم شعبه لسياسته وتدخله العسكري لحل أزمة كوسوفو.
ونعتقد أن مصداقية حلف الناتو متوقفة إلى حد بعيد على تحقيق الهدف الأساسي لتدخله في كوسوفو وهو وضع نهاية لجرائم جيش الصرب من جهة واقامة حكم ذاتي واسع لسكان الاقليم من جهة أخرى.
وبدون تحقيق هذا الهدف مهما كلف الحلف من انفاق وخسائر في العتاد والأرواح - فلن تكون للحلف مصداقية وسيفقد ثقة الدول التي تتطلع إلى تدخله في اوروبا لانقاذها من بقايا وفلول الحكم الشيوعي السابق,, مثل دول البلطيق التي هددت روسيا بأن محاولة الحلف جرها إلى عضويته تمثل خطاً أحمر!
ان شعب كوسوفو وبغض النظر عن عرقيته وديانته فهو شعب أوروبي ويعيش في قلب القارة الأوروبية التي تتمتع دولها بعضوية الحلف وبحمايته، ومن هنا فإن التهاون في نجدة هذا الشعب من جانب الحلف يثير شكوكاً قوية في حقيقة الأهداف التي من أجلها تدخل حلف الناتو عسكرياً في منطقة البلقان.