عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
قرأت ما سطره قلم الاخ الشيح حمد بن عبدالله بن خنين في العدد 9675 الذي تحدث فيه عن معوقات تدفق مياه الامطار في الأودية والشعاب بالخرج, وكم كان الاخ الكريم مبدعا في حديثه كعادته في مواضعيه القيمة,, وكم تحدث عن موضوع هام جدا يهم ابناء هذا الوطن كلهم,, يهم المزارعين ويهم المتنزهين ويهم المستثمرين ويهم الرعاة ,,, انه,, افساد المجاري الطبيعية للسيول ,, افسادها عن طريق وضع حواجز ترابية فيها (عقوم) لحجز المياه لمزرعة ومنعها عن مزرعة اخرى (منتهى الانانينة),, لقد تحدث الاخ الكريم عن الاودية والمسائل في منطقة الخرج,, ولكن في كل واد قضية,, وفي كل واد بنو سعد,, في منطقة القصيم يوجد وادي الرمة اعظم اودية المملكة على الاطلاق الذي يخترق منطقة القصيم وتوجد عليها بساتينها ومزارعها,, يسيل في المتوسط كل سنة مرة واحدة عندما تهطل الامطار غزيرة,, يصل اقصى اتساع له في المنطقة الواقعة بين الخبراء ورياضها ومحافظة البدائع,, يحده من الشمال نفود (القطّع) ومن الجنوب رمال نفود الخبيِّبة عند (الخنقة) او المتخنق وهو اضيق نقطة في هذا الوادي ومن المعروف هندسيا ان سرعة جريان المياه تضيق اذا ضاقت مساحة المجرى وتقل اذا ازداد اتساع المجاري,, على ضفاف هذا الوادي الجنوبية توجد اخصب الارض في البدائع وفي عنيزة وفي رياض الخبراء شمالا,, ومع حركة الزراعة الدائبة حيث توجد الاراضي الرملية جنوبا في العبلة ورامة,, هذه المناطق رملية وتحتاج الى تربة طينية ولا يوجد الا وادي الرمة لنقل التربة الطينية منه فأصبح حفرا هائلة من آثار نقل الطين منها واصبحت مصادر خطر على السيارات وحجزت مياه الوادي عند سيلانه واصبحت عائقا كبيرا امامه حيث يتم وضع هذه الاماكن عشوائيا والنقل منها كيفما اتفق,, وعلى هذا فان على وزارة الزراعة والمياه ان تتدخل,, واخص بالذكر مديرية الزراعة والمياه بالقصيم لتقنين اعمال نقل الطين في وادي الرمة ,, وكذلك نقل الرمال من الكثبان الرملية,, واعمال اقامة السدود,, وارى مايلي:
أ- بالنسبة لتقنين اعمال نقل الطين فأقترح ان يتم تحديد عدة اماكن في الوادي بدلا من تشويه هذا الوادي بحفريات متعددة,, وان يتم اتساع هذه الحفرة تدريجيا مع عدم الوصول الى اعماق كبيرة,, ومع اتساع الحفرة بهذا الشكل التدريجي فانها تصبح شيئا طبيعيا ليس ذا خطر يذكر,, مع الزام من يريد نقل الطين من هذه الاماكن بتسوية المكان او نقل كمية مماثلة من الرمل اليه.
ب - بالنسبة للحواجز الطينية التي تقام في عرض الوادي (العقوم) فيجب تشكيل لجنة لتقوم بتسويتها فليس من المعقول حجز المياه لمزرعة على حساب مزرعة اخرى وتخريب مجرى الوادي ومعالمه لحساب فئة قليلة على حساب الجميع!!
هذا الوادي لا يستطيع احد ان يسير فيه لوجود هذه الحواجز بشكل كثيف ,, ففي عام 1402ه وكان قد اقيم حاجز هائل لحجز المياه قرب رياض الخبراء وجاءت مياه الوادي وبقيت اياما تدك وتملأ المساحة الواقعة امام هذا الحاجز حتى جاء وقت الانفجار وانفجر هذاالحاجز والكميات الهائلة من المياه المحجوزة خلفه تدفقت فجأة وبكميات هائلة على مزارع محافظة البدائع فأغرقتها,, ومن هنا جاء محظور آخر,, لماذا يتم افساد مجرى الوادي بهذا الشكل,, هذا زيادة على ان الاضرار بمصالح الآخرين هو افساد للطبيعة وعبث بها.
ج - بالنسبة لمجاري الاودية مثل وادي الرمة وغيره مثل وادي النساء فأرى ان تقوم وزارة الزراعة والمياه بتجنيد فرق بمؤازرة المزارعين الواقعين امام مجاري الاودية بتنظيف المجرى من الاشجار العالقة به ومن الاتربة والمخلفات ليسيل الوادي بشكل طبيعي مع التشديد على منع وضع الحواجز الترابية في المجرى أو نقل الاتربة والطين منه,, او رمي المخلفات فيه.