Monday 19th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 3 محرم


كاريكاتير الخنيفر والمعنى العميق
من قضى دينه نامت عينه

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
لقد اطلعت على رسم الفنان محمد الخنيفر في جريدة الجزيرة عدد 9681 الذي يظهر فيه ثلاثة رجال يقص أحدهم رؤى شاهدها في منامه وهي عبارة عن صندوق ضخم يحط على صدره فيكتم انفاسه ويدك اضلاعه ففسرها الاول قائلا: (الظاهر هالكابوس سببه الطيارات اللي تمر فوق بيتك من الخوف ترسخ في عقلك الباطني ان وحدة من هالطيارات بينفتح مخزن عفشها ثم يطيح منها كونتينر على راسك) ثم عقب الثاني نافيا ذلك بقوله (لا تروح بعيد يارجال هذا صندوق التنمية العقاري اللي اقترضت منه,, ثم لو خلصت فلتك دقيته ركبه) ولقد اصاب في تفسيره لرؤيا زميله فمن يأكل اموال الناس بالباطل فهذا جزاؤه والعذاب الشديد مآله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون, لقد تسأهل كثير من الناس في تسديد قروض صندوق التنمية العقاري وهم بفعلهم هذا جنوا على انفسهم جناية عظيمة بسكناهم بيوتا بحكم المغتصب لها، وحرموا غيرهم من حق مشاع لهم فتراكمت ذنوبهم فويل لهم ثم ويل لهم.
وفي هذا الصدد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين السؤال الآتي: بعض الناس يتساهل في اداء ما عليهم من دين اما لطيبة نفس صاحب الدين وعدم مطالبته بدينه، او لظن منهم انه ليس في حاجة الى ذلك المبلغ في هذا الوقت هل يجوز لهم ذلك، وما توجيه فضيلتكم للدائن والمدين والحال هذه؟
الجواب: الواجب على الانسان ان يبادر بقضاء دينه ولا سيما مع مطالبة صاحب الحق لقول النبي صلى الله عليه وسلم (مطل الغني ظلم) ولان الانسان لا يعرف ما يعرض له، فقد يكون اليوم قادرا على الوفاء وغداً لا يقدر وقد يكون اليوم حيا وغدا ميتا، واذا مات الانسان وعليه دين فانه لا يكفره شيء حتى الشهادة في سبيل الله فالشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء الا الدين ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من عليه دين ولا وفاء له حتى افاء الله عليه فصار يقضي الديون ويصلي عليه، فالعاقل لا ينبغي له ان يبقي في ذمته دينا سواء كان قليلا او كثيرا وسواء سامحه من له الدين ام له يسامحه، وفي المثل السائر (من قضى دينه نامت عينه) انتهى.
فاذا كان ذلك في حق رجل ماطل في سداد مطلب فرد واحد فكيف بمن يماطل في سداد ديون آخرين كثيرين.
وبعد: يجب على المعنيين بأمر صندوق التنمية العقاري مساعدة المقترضين على ابراء ذممهم فقليل من الناس من يستطيع كبح جماح نفسه ويلزمها الطريق السوي لذا أبسط بين يدي المعنيين بصندوق التنمية العقاري الآتي:
1- ان يتم التسديد وفق الدخل المادي للمقترض فدخول المقترضين المادية متفاوتة فمن يملك العقار والراتب الجيد يجب ألا يساوى بذوي الدخل المنخفض.
2- تخفيض اقساط السداد وتمديد فترات التسديد.
3- المتلزم بالسداد تقديرا له وتشجيع الآخرين للاقتداء به يعفى من سداد ما تبقى عليه من اقساط في حالة تجاوزه مثلا تسديد ثلثي ما عليه من التزامات مادية.
4- العاجز عن التسديد اما لانعدام دخله المادي او الذي خلف ورثة صغارا ضعافا يعفى من التسديد ابراء لذمته فبلادنا ولله الحمد والمنة خيرها عم القاصي والداني وانتشر في البر والبحر.
وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يسهل على المقترضين سداد ديونهم وان يوقظ الحمية الدينية في قلوب المتهاونين بحقوق الآخرين فيبادروا بتسديد ما عليهم من التزامات مادية قبل ان تلف الأبدان بالأكفان وتودع في الحفر الضيقة، فيستمتع الورثة بالتركة ويبوء المورث بالحسرة والندامة ولا حول ولا قوة الا بالله, اخي المقترض الامر خطير فبادر بقضاء دينك قبل فوات الاوان وحينئذ لا ينفع الندم,, وفق الله الجميع لما فيه الخير.
محمد بن فيصل الفيصل
المجمعة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved