Monday 19th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 3 محرم


كفى بالموت واعظاً

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
الحمد لله الذي كتب الفناء على هذه الدار وجعل الآخرة دار القرار وصلى الله وسلم على عبده ورسوله المصطفى المختار وبعد:
فكثيرة هي المواعظ والعبر لمن نظر واعتبر وتفكر وادّكر كما قال تعالى (وذكّرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور).
وتبقى موعظة الموت تصغر عندها كل موعظة (كل نفس ذائقة الموت) ولذا كان من المأثور (كفى بالموت واعظا) و(أكثروا من ذكر هادم اللذات).
فالموت ما ذكر في كثير الا قلله ولا كبير الا صغره (فضح الموت الدنيا فلم يدع لذي لب بها فرحا).
الموت في كل يوم ينشر الكفنا
ونحن في غفلة عما يراد بنا
اين الاحبة والجيران ما صنعوا
اين الذين هم كانوا لنا سكنا
وكل اجل له كتاب لا يتأخر عنه صاحبه ولا يتقدم والموفق من رزقه الله خاتمة حسنة.
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض قوم
فليس يموت في ارض سواها
والسعيد من بادر بالمتاب قبل غلق الباب والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت:
نذكر ذلك في معرض الاتعاظ والاعتبار وقد فجئنا بل فجعنا بنبأ وفاة الشيخ الجليل والمفتي النبيل سماحة الشيخ صالح بن علي بن غصون علينا وعليه رحمة الله.
وان لفراق العلماء الاجلاء والدعاة الحكماء من امثال شيخنا صالح بن غضون للوعة وأسى ولكنه القضاء المبرم والقدر الذي لا مفر منه ولابد مما ليس منه بد.
وليس لنا مع لوعة الفراق الا الحمد والتسليم والرضا بقضاء الله وقدره.
واني وقد عرفت شيخنا ابن غصون وجالسته واستفدت من علمه وحلمه كما عرفه آباؤنا واجدادنا في منطقة سدير إبان عمله قاضيا في مدينتنا ومسقط رأسنا حوطة سدير.
فكان نعم المربي ونعم القاضي والمفتي والامام والمرشد ,, الصدق شعاره والاخلاص رائده وتحصيل المصالح العامة وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها سبيله ومنهجه ومرضاة الله رجاؤه وغايته.
هكذا كانت سيرة شيخنا ابن غضون - متأسيا بسيرة سلفه وولاة هذه البلاد وعلمائها - رحمة وعدلا وهداية للحق ونصحا للخلق.
وان ابناء سدير بعامة وحوطة سدير خاصة - وقد كان لهم شرف مجاورة الشيخ العلامة لهم بحكم عمله اول قاض يلي ولاية لقضاء بحوطة سدير - ليشاركون ابناء عالمنا الجليل مشاعر الحزن وألم الفراق.
ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم الرحمة والمغفرة لشيخنا وسائر اموات المسلمين وألا يحرمنا اجره ولا يفتنا بعده,, وان يسكنه الجنة بمنّه وكرمه ويصلح لنا وله العقب والعاقبة.
والحمد لله اولا وآخرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد،،،
فهد بن عبدالعزيز الوهيب
مدينة حوطة سدير

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved