Monday 19th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 3 محرم


الوقاية من أمراض الأسنان ,, كيف تتحقق ؟!!

كانت وما زالت الوقاية من امراض الفم والاسنان موضوعا يحوز على درجة عالية من الاهتمام، ففي اجتماع عقد في كوبنهاجن عام 1984م عرفت منظمة الصحة العالمية العناية الصحية الذاتية بأنها عمل او اجراء يقوم به الفرد بنفسه للوقاية وان صحة الفم جزء لا يتجزأ من هذا التعريف,, وقديما كان يمارس طب الاسنان بأساليب تقليدية ومعالجة فردية تستغرق وقتا اطول وجهدا اكبر ونتيجة اقل، وعلى كل حال فإن الابحاث والتقدم التقني والفهم الصحيح لنوعية الامراض المنتشرة واسبابها قد تضافرت جميعها فانتقل علاج الاسنان من مجرد علاج فرد الى مرحلة الوقاية والتثقيف الصحي ونقل المعلومة الطبية بطرق حديثة تمكن الناس من اخذ الحيطة وزيادة ثقافتهم الصحية.
وتشير التقارير الى ان اكثر من 90 مليون شخص في الولايات المتحدة الامريكية يعانون من امراض سببها الاسنان وان هذه الامرض هي السبب الرئيسي في تساقط الاسنان بعد سن الاربعين ويحتاج هؤلاء المرضى الى 352 مليون ساعة معالجة و112 مليون ساعة لزيارات المتابعة اليومية, ولقد اثارت الاحصائيات الاعلامية الاخيرة الدهشة لدى المهتمين بوقاية الفم والاسنان وصحتهما نظرا لارتفاع معدلات اصابة الاسنان واللثة وبالتحديد بين طلبة المدارس، واكدت دراسات اجريت في عدة دول ما ذهبت اليه تلك الاحصائيات وزادت بأن وضعت اسباب تفشي تلك الامراض وكيفية علاجها,, لذا قامت عدة منظمات من بينها منظمة الصحة العالمية بوضع برامج وقائية مختلفة نجحت بعضها بدرحة عالية ولم تنجح الاخرى.
ولكن بادئ ذي بدء لنتحدث عن مدى انتشار امراض الاسنان واللثة فمن خلال دراسة اجريت بالولايات المتحدة توصل العالم اليبتو ومجموعته عام 1976م الى ان امراض الاسنان تنتشر في امريكا بين طلبة المدارس بمعدل ينذر بالخطر اذ ان ما يقارب 95% من الطلبة يعانون من تسوس الاسنان و65% منهم مصابون بالتهاب اللثة او لديهم لثة متقرحة، وفي ساوث ويلز ببريطانيا ومن بين 1015 من اطفال المدارس الذين تتراوح اعمارهم بين 11 الى 12 عاما كان جميع الاطفال يعانون من امراض اللثة وقد تم اكتشاف ذلك عن طريق قياس اللثة، ولم يكن هناك احد لم يتأثر فمه بالترسبات البكتيرية او الجير.
وفي المملكة العربية السعودية (من دراسة للدكتور عبدالله الشمري ومجموعته) اظهرت النتائج ان هناك زيادة مطردة في متوسط عدد الاسنان المصابة بالتسوس او التي تم خلعها او حشوها من 4,7 في عمر 13 الى 14 سنة الى 23 بين الذين بلغوا 65 عاما او اكثر كما ان متوسط عدد الاسنان السليمة انخفض تدريجيا من 23 في مجموعة الاعمار 15 الى 24 سنة الى 7,3 في عمر 65 عاما او اكثر,, نستنتج من كل ذلك ان مرض تسوس الاسنان يمثل مشكلة صحية عند البالغين وثمة حاجة ماسة لاستخدام الطرق الضرورية لوقاية الاسنان وانقاذها من التسوس, لذا من الواجب اتباع الاساليب الوقائية الآتية:
1- تغيير البرامج الاساسية بالمدارس وتعديلها بما يسمح لاعطاء وقت لتثقيف الطالب بأهمية المحافظة على الفم والاسنان والحث على تغيير السلوك وذلك باستعمال تقنيات عملية بدلا من تقديم المعلومات فقط والتي ثبت فشلها في احيان كثيرة كما تشير دراسة قام بها الدكتور عبدالعزيز السويد اجريت ايضا في مدارس الحرس الوطني على طلبة المرحلة المتوسطة.
2- اعطاء المحاضرات المستمرة لزيادة معلومات الطلبة عن امراض الفم والاسنان وبالتالي زيادة درجة الوقاية من الامراض وربما كانت الاستعانة بالادوات المرئية كالفيديو ذات مفعول جيد وسريع في هذا الصدد.
3- عمل برامج تنظيف على فترات مستمرة كل اسبوعين على الاقل او شهريا تحت اشراف اخصائيين او حتى مدرسين متدربين مما يؤدي لاستمرارية التنظيف في المنزل.
4- للوالدين دور كبير في انجاح اي عملية تربوية صحية لذا يتعين اشراكهما في البرامج التثقيفية لاطلاعهما على اهمية ما يقدم من خدمات علاجية ووقائية لابنائهما او عن طريق زيادة الوعي على اقل تقدير.
التوصيات
1- زيارة طبيب الاسنان كل ستة اشهر.
2- تنظيف الاسنان بالطريقة الصحيحة بالفرشاة ثلاث مرات يوميا مع استعمال الخيط السني.
3- الاقلال من الاغذية المحتوية على كمية كبيرة من السكريات وعدم الاكل بين الوجبات.
4- الاهتمام بالاغذية ذات الاهمية المباشرة في تكوين الاسنان وتقويتها كتلك الغنية بالكالسيوم والفايتامينات.
د, ريم عبدالله البنيان
قسم الاسنان - مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved