سقسقة
ليس ثمة شيء صعب جدا بالنسبة الى الشباب
- حكمة يونانية -
بعض المقالات تهز العقل والوجدان,, تعود بك الى الايمان بقوة الكلمة وقدرتها على التأثير وسط كم من الكتابات المتأرجحة أو المحتضرة دون ان تموت والتي تدفعك الى التشاؤم كتبت الاخت سالمة الموشي في مجلة اليمامة مقالا بعنوان هزلية زمن الطبطبة حللت فيه مساوئ الطبطبة ومسئوليتها عن تكوين عناصر نسائية تشكل جزءا هاما من خارطة الادب لدينا.
كان تحليلا واقعيا وجادا ينبئ عن فكر ناضج الامر الذي يجعلنا اكثر تفاؤلا بالجيل القادم الذي سينجح في رسم ابعاد الدور الحقيقي للأدب النسائي السعودي اذا ما صمد طويلا اذ انه يفترض ان المرحلة الزمنية الحالية مختلفة عن الامس المتهافت على ابراز مواهب المرأة وقدراتها.
ويفترض اننا كمتلقين وصلنا الى مرحلة جيدة من الوعي الاختياري بالطرح الفكري نتيجة الانفتاح المتاح عبر وسائل الاعلام للثقافات المختلفة.
وهنا دورنا لكيلا نساهم مع المسئولين عن المطبوعات في الطبطبة والمجاملة الزائفة لاقلام لا تمتلك الموهبة او بالادق لا تشعر بمسئولية تلك الموهبة فتطورها وتعنى بها,, اقلام نسائية تصل سريعا ولكنها ابدا لا تستطيع الوصول الى اعجاب القارئ المتزن واحترامه.
بيد انها تُفرض عليه كواقع ممارس نخدع به انفسنا في ظل الاهتمام بسياسة الكم وليس الكيف.
يعجبني كثيرا ان نرسم الواقع بوضوح ودون تجميل مهما كان هشا.
ويعجني اكثر أن ارى جيل الشباب الواعد مضطلعين بهذه المهمة.
لذلك أصفق كثيرا لسالمة وغيرها ممن يدخلون الساحة الأدبية بثبات دون تملق أو زيف.
وأثق كثيراً بأنهم قادمون لاعادة تشكيل مرحلي جاد للمستقبل الادبي,, غير انني لا أنكر مطلقا دور الريادة لاقلام استطاعت ان تحفر الصخر في وقت مختلف اجتماعيا وأدبيا,وهي أقلام مؤسسة ندين لها بالمبادرة وتمهيد الطريق ولا أظنها تشابه المجموعة التي كانت نتاج مرحلة الاحتفاء بالقلم النسائي منذ زمن والتي ما زالت تمارس من قبل البعض الأمر الذي سيحجب بالفعل الانتاجية الحقيقية لابداعات المرأة.
والاخطر من ذلك انه سيساهم في غلق الدائرة وعدم السماح للجيل الجديد - الذي بدأ يخطو تجاه تكوين سليم لابجديات الكتابة الأدبية- بابراز قدراته ومواهبه.