Thursday 22nd April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 6 محرم


جديد الثقافة

حواف التيه الحادة
* سيدي وحدانه رواية
* رجاء عالم
* المركز الثقافي العربي 1998م.
تطل رجاء عالم على القارئ العربي بعمل روائي جديد تسميه بعنوان (سيدي وحدانه) وتسرد فيه سيرة الانثى المتثنية في اخدود البحث عن مأوى تلك المرأة التي تزهو كثيرا في خيالاتها وتؤسس عالم الواقع على هذا الجرف الخطر.
عوالم رجاء عالم بها من المشاهد ما يوحي ببلوغ اللذة وأهداف القراءة فالكتابة في هذا التجلي الوجداني جديرة بالاهتمام والمتابعة لكون الصورة قد اكتملت في الذهن وأصبح القارئ امام لوحة فنية آسرة تختلط فيها ألوان الكتابة وتتجلى فيها ابعاد البناء السردي الضروري لقيام العمل ووصوله إلى المتلقي.
(سيدي وحدانه) عمل روائي يؤسس عالم المكان ويعطيه بعداً تعريفيا عميقا حتى انك تتأمل اخاديد اديمة ببهجة مفرطة تسكنك كقارئ منذ اللحظة التي تلامس فيها غلاف الرواية فالعالم الارضي المسكون بهجس الخيال الضاري هو المحرك الوحيد لفعاليات السرد وهو النسيج البنائي الوحيد الذي تنغرز عليه مفصلات الرواية ناهيك عن براعة الكاتبة في غنائها الطروب بذاكرة المكان لتغني التجربة بعامل التجليات، والجماليات ليصبح المكان في بيت من بيوت مكة افقا مفتوحا على العديد من الاحتمالات والتصورات التي تقود إلى تعاظمك الدهشة في المنجز وتولد الشك في بعض اخاديد غموضه لتكتمل رسالة المنجز الادبي ونصبح امام عمل يحتاج إلى تأمل واعادة قراءة.
تقع الرواية في (214 صفحة) من القطع المتوسط، ،صدرت عن المركز الثقافي ببيروت ولوحة الغلاف للفنانة التشكيلية شادية عالم.
***
اجتزاء الحلم تمام الواقع
* بيان الاطياف (نقد)
* نديم نجدي
* دار الفارابي - بيروت 1999م.
بهدي النيات الطيبة يورق نديم نجدي في تأملات جديدة حول معطيات الأيديولوجيا التي باتت في عداد المفقودين والغائبين ليصف لنا المشهد الواقع بعد هذا السقوط المدوي لما كان يظنه البعض مسلمات لن تغيب ليحاول في هذا السياق ان يفكك تلك النظريات التي ورثها الواقع الفكري والثقافي.
يقف نديم نجدي من المنجزات الفكرية للقرن الماضي موقف المأزوم الذي يتناول الرهن كدليل حي وناضج عن فراغ النظرية السابقة التي ساقتها تلك التداعيات وأسهمت في خلق فضاء جديد اخذ الاديب والمفكر من خلاله تأمل نظريات الامس بعين الناقد المتفرس.
ويؤكد نديم نجدي بأن التأمل في مسيرة الاموات اصحاب النظريات الصاخبة هو الاساس الذي تنبني عليه علاقة المفكر والاديب المعاصر بمن حوله لتكون المسلمات جزءاً من عملية التناول التي تفتش وتطرح الاسئلة حول مشروع وجود هذه النظريات التي دعا إليها ماركس، ودريدا ورولان بارت وآخرون من منطلقات، ومناهج فلسفية تؤسس نحن وتجعل من هذه الكلمة بؤرة الانطلاق نحو فضاء الوعي المأمول.
ويؤكد المؤلف لكاتب بيان الاطياف ان الهدف من تأليف هذا المنجز هو تأمل المنطلقات الفكرية ومسيرتها من التنظير الى التطبيق مقتفيا حساسية خطاب فلسفة ماركس، ودريدا وآخرين والتي اضحت على هيئة مدونة تاريخية فقط إلا ان هناك من يتشبث بأهدابها دون ان يدرك المأزق التاريخي الذي جعلها ثانوية وهامشية عن الاجيال اللاحقة.
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول عرض في الاول منها جانبا هاما من نظرية دريدا والتي عرفت بالتفكيكية وتدور حول نقد النص من الداخل فيما جاء الفصل الثاني من الكتاب محللا فلسفة ما بعد الحداثة تحت عنوان (من أين؟) و(إلى ماذا؟) محاولا في هذا الاطار النظري تفكيك بعض ما هو قائم من مسلمات الفلسفة التي تبحث عن ذاته وسط هذه التماوجات والتي بدأت منذ اول ظهور لما عرف عن مفهوم (ما بعد الحداثة) عند المؤرخ البريطاني توينبي في عام 1959م، وجاء الفصل الثالث شارحا هذه الاشكالية من منطلق عصري حديث,يقع الكتاب في (300 صفحة) من القطع المتوسط صدر عن دار الغرابي للطباعة والنشر ببيروت وصمم غلاف هذا الكتاب الفنان فارس غصوب.
***
قاص يضحك من فرط ضجره
* سنضحك ( قصص)
* زكريا تامر
* دار الريس - لندن 1998م.
زكريا تامركاتب قصة محترف تبين على ملامح قصصه سيما النقد الاجتماعي المباشر الذي يصور المأساة دون ان يترك لفرصةالحلول اي ممكن ليظل القارئ أمام الفاجعة والكارثة دون سلاح.
ويؤكد اتساق هذا النقد عند الكاتب ما يقدمه من اشكاليات انسانية تشترك الانسانية بأجمعها في صفة او صفتين منها لنكون امام لوحة المأساة التي يرسمها فنان بألف ريشة قائمة تلتقي ابعاد هذا التخيل عند حدود الموت المحتم للشخوص في القصص التي اشتملت عليها هذه المجموعة.
ويقف القاص زكريا تامر في تناول قضايا المجتمع المصري والعربي في مفترق طريقي الواقع والحلم فهو يأخذ من الواقع ثقله الوعي والمؤثر والمدوي كما في قصتي (الناجحون في الاختبار) و(آخر المحققين) إذ يعتمد السياق السردي على مظهر المواجهة بين الانسان وذاته في صراع مكشوف تظهره جوانب الامتحان والفحص والتحقيق وما ينتج عنهما من حلول واقعية قد تكون معدة سلفا.
فيما يظل الحلم سيد الطرق إذ تتبنى جل القصص فكرة بطلها الذي يتلبسه الحلم ليبتعد عن الوعي حتى انك كقارئ لا تلم بما ترمي إليه ايحاءات السرد الحكائي الذي يتبناه كجزء من مهم التنفيس من قهر يؤذيه ويؤرق حياته كما في قصة (المتواري عن الانظار) وقصة (كمائن العنكبوت) وقصة (بيت كثير الغرف) ففي القصص نزعة الى تناول الحلم كمشهد سائد نستطيع من خلاله ان نقف على مشارف حياتنا التي تتجاذبها مؤثرات الحلم والواقع حتى اصبحنا امام سيل من التناقضات التي يلتقطها الروائي والقاص زكريا تامر في هذا العمل القصصي المتميز.
***
رفيع يتمرد ويكتئب
*نزوة تمرد (قصص)
*سعيد رفيع
* مركز المحروسة - القاهرة 1998م.
في اسلوب حكائي تتوالى قصص سعيد رفيع لتشكل اتساق الفكرة في ذهن قارئها حتى تصبح شكلا منطقيا لا يقبل الاحتمال او تعدد القراءات,, فالقصص تتبسط حتى تصل حدود الممكن الذي لا يستطيع معه القارئ ان يقيم العلاقة المعهودة بين النص وقارئه ليضحي الامر وكأنه مجرد (حكي) يحتفل بالانسانية المتفائلة دون ان يواري جزءاً من هذا الحقائق لتحفيز القارئ امام امثولة النبل التي تناولها في اكثر من موضع في القصص وتجسدت في قصة (عيال مشاغبون) المجموعة ص55 ,نزوة تمرد قصص قصيرة وقعت في إطار البحث عن هوية تتشكل فيها وتميزها إلا ان ما اختطفه المؤلف لم يكن هو ذلك المنجز الذي يميزها، ويحقق ابعاد تواصلها مع القارئ فهي تعتمد على المباشرة والتبسيط اللغوي والسردي اضافة ما سبق ذكره عن اتكائها على الحكاية ليصبح القارئ امام مشاهد انسانية يومية عابرة تتلخص في سرديات قصة (الاحتياط واجب) المجموعة ص49 فالابطال والشخوص وفضاء المكان اصبحوا يشتركون جميعا في رسم معالم تلك الحكاية العابرة البسيطة عن عبور الموكب الذي اعتاد خداع المشاهدين في شارع يغص بالمارة والعابرين في حين انه شارع لا يتخلى عن الفضول الذي يتحول إلى بلاهة متناهية لا تفيد.
تقع المجموعة في (152 صفحة) من القطع المتوسط صدرت عن دار المحروسة بالقاهرة واشتملت على خمس عشرة قصة وصمم غلافها الفنان حامد العويضي واللوحة للفنان جودة خليفة.
إعداد: عبدالحفيظ الشمري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved