Thursday 22nd April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 6 محرم


مساقات
المساق 125
أنكيدو,, والخروج من العالم السفلي!
د, عبد الله الفيفي*

14- لا تلبس ثوبًا نظيفًا
15- 16 - لا تتطيّب بزيت الوعاء الجيد مثل ساكن المدينة
17- حتى لايحيطوا بك بسبب عطره
18- لا ترم رمحًا على الأرض
19 - لئلا يحيط بك من أصابه الرمح
20 - لا تحمل عصا بيديك
21 - لئلا تقبض عليك أرواح الموتى
22 - لا تربط نعالك إلى قدميك
23- ولم تحدث صوتًا في العالم السفلي (,,,)
32 - ولم يتبع أنكيدو التحذيرات.
33- فلبس بدلة نظيفة
34 وتطيب بزيت الوعاء الجيد مثل مواطن المدينة (,,,)
46 - فأ مسك به نواح العالم السفلي
47 - التي تستريح التي تستريح أم نينازو التي تستريح
48 - كتفها (,,,) غير مغطاة بأي ثوب
49 - صدرها مثل الوعاء غير مغطى بلباس
50 - ولم تسمح (أم نينازو) لأنكيدو بالصعود إلى الأعلى من العالم السفلي
51 - "السيد "نامتار لم يمسكه، الحمى لم تمسكه، العالم السفلي أمسك به
53 - لم يسقط في ساحة معركة الرجال (ولكن) العالم (السفلي) قد أمسك به
54 - وفي ذلك الوقت كان ابن نينسون (كلكامش) يبكي على أنكيدو
55 - وذهب وحيداً إلى "الوكر "(البيت الجبلي) بيت السيد أنليل":
56 - الأب (أنليل)، في اليوم الذي سقط مني طبلي في العالم السفلي
57 - وسقط مني عود طبلي في العالم السفلي
58 - وأنكيدو الذي أرسلته ليرفعه لي من العالم السفلي
59 - لم يمسك به "السيد"نامتار، الحمى لم تمسكه، العالم السفلي أمسك به
60 - رسول "السيد "نركال الذي لايعرف الرحمة لم يمسك به, العالم السفلي قد أمسك به
61 - لم يسقط في ساحة معركة الرجال ولكن العالم السفلي قد امسك به
62- الأب أنليل لم يجبه بكلمة وذهب وحده إلى السيد سين
63 - أيها الأب (سين) في اليوم الذي سقط فيه (,,, إلخ,)
69 - والأب سين لم يجبه بكلمة وذهب وحده إلى السيد (أيا)
70 - يا أبي (أيا) في اليوم الذي سقط مني فيه (,,, إلخ,)
76 - سمعه الأب أيا
77 - فقال للبطل المحارب نركال:
78 - أيها البطل المحارب نركال اسمعني
79 - افتح الآن ثقبًا في الأرض
80 - حتى تخرج منها ,,, (كلمة) أنكيدو من العالم السفلي
81 - حتى تتكلم إلى أخيه
82 - البطل المحارب نركال:
83 - حالا فتح ثقبًا في الأرض
84 - فخرجت "كلمة "أنكيدوا من العالم السفلي مثل الريح:
- لا أدري إذا كان بإمكانك أن تعرف هذا الصوت,,؟ (ويضرب صاحبكم أخماسًا لأسداس ، ليس الصوت بغريب، لكن هل معقول هذا !؟!,, وهنا ؟!,, وحين رأى ترددي,,):
- سعيد السريحي معك,.
عرف طبعًا أنه (سعيد بن مصلح)، الذي شغله طيلة الأشهر الماضية, وما كان شاكًّا في تقبله النقد,, وما كان في نقده (حواره مع كتابه الذي اشتراه بحر ماله) إلا قارئًا أثّر فيه كتابٌ أثراً ما، فعصى تعليمات كلكامش، إذ أراد أن يعرب عن ذلك الأثر ويشرك القراء الآخرين فيه,, وما كان إغفال اللقب إلا من أجل إلقاء عبء المؤلف ومن ورائه عبء عالمنا السفلي عن كاهلينا وكاهل القراء، ليصفو لنا وجه الكتاب جميعا,.
85 - تعانقا (,,,)
86 - وتحادثا,,.
87 - تكلّم يا صديقي، تكلم يا صديقي
88 - أخبرني عن حالة العالم السفلي الذي رأيته
89 - لا أخبرك ياصديقي لا أخبرك
90 - إذا أخبرتك عن حالة العالم السفلي الذي رأيته
91 - تجلس انت باكيًا
92 - سأجلس انا وسأبكي
ألا قفا نبك ذلك النموذج الحضاري العلوي الذي يئسنا أن نلتقي أبداً به، حتى ممن يروجون نظريّاً للحوار والاختلاف، وهم لا يؤمنون به إلا إذا كانوا في مدرجات الجماهير يتفرجون - أو "يتفرنجون"- لا حينما يكونون أطرافاً من حوار,.
93 - جسمي الذي لمست وأنعش قلبك
94 قد أكله الدود مثل الثوب القديم
95 - فالجسم الذي لمست وأنعش قلبك
96 - جسمي الذي لمست مليء بالتراب
97 - وصاح ورمى بنفسه إلى الأرض
98 - وصاح ورمي بنفسه الى الأرض
99 - الذي رأيت أنت في الهاوية أنا رأيت,.
ماذا تقول إذن لإنسان يقايضك إهداء مزيد من الكتب بإهداء مزيد من نقدك، الذي لم يكن دائماً رقيقًا ولن يكون، ثم يقدم إليك أرقامه داعياً إياك إلى زيارة وتواصل,, هذا يعني ان الرجل - بالرغم من "حجاب العادة (أركيولوجيا الكرم، من التجربة الى الخطاب) - ما برح فعليا يمارس "تجربة الكرم النبيل",, في صورته الأرقى,.
فلنقل بعدئذ ما نشاء، ولنختلف حول القيم وتحولاتها ما اتسع بنا صدر الكتابة:
- يعني انتهى الموضوع بينكما إلى "عزيمة"!,, (شاحّ أحدهم),.
- نعم انتهى بيننا إلى عزيمة صادقة على محاربة عقليتنا (الفرزدقية النقائضية), المتولدة عن مركّب نقص، إلى لغة أخرى في تقبل الرأي الآخر,.
وإذا كلنّا أنكيدوا,.
فأن يشكرك إنسان لأنك كتبت عنه كتابة يرضاها أو ترضي الناس عنه، أمر مألوف، لكن ان يشكرك ويثني عليك لأنك أهديت إليه وجهة نظرك المختلفة، علىقلق من خطأ صوابك في صواب خطئه ، فتلك بادرة نادرة، وبشرى باهجة بالخروج عن عالم أنكيدو السفلي,, إلى تحول ثقافي نوعي نحو روح من فهم ضرورة الاختلاف والحوار للبقاء على قيد الثقافة الحية,, لكن ذلك في حاجة إلى مثل استجابة الأب أيا وبطولة المحارب البطل نركال، ومباغتة (سعيد بن مصلح) - قال صاحب الجرجاني - الذي هاتفني في إحدى الأماسي:
- "يقول الناس: "لا يفسد الخلاف للود قضية!",, لكني سأقول لايفسد الود للخلاف قضية يجب ان نتواد لنختلف.
( هكذا قال سعيد),, وهكذا,, وهكذا,, يجب ان نختلف لنكون معنى ، ولولا اختلاف الأصوات ما كانت لغة، ولا التقى ابداً بكلكامش أنكيدو,, اي انكيدو,.
***
الأسطر المرقمة من اللوح الثاني عشر في ملحمة كلكامش: ص 550 - ,,, (ترجمها عن الأكدية/ سايم سعيد الأحمد، ط, دار الجيل - بيروت، دار التربية - بغداد : 1984م).
* آداب جامعة الملك سعود - قسم اللغة العربية

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved