قال أبو دريد الدكتور: وكان أبوالعينين في آخر أيامه قد حسن حال دنياه,, وشبع ثريدا وارتوى من الماء بالورد، وأكل الفالوذج بدهن الفستق؛ فجئته يوما في ضيعته وكانت من ضياع الأثرياء فسألته: يا أبا العينين حدثني وقد طبت من دنياك نفسا، ورويت ظماك من بعد عطش، وأكلت الملذات من بعد جوع، واحترمك الناس بعد ان سفهوك فما رضاك عن حالك؟ قال أبوالعينين بعد أن استوى قاعدا: والله يا أخي أني كالخشبة المتيبسة لا شعور لي بملذات؛,, قال وسألت أبا عاكفة عن الأمر فقال: إن أول ما يفقده محدث النعمة ذوقه ومنطقه وأواصر قرباه وحميم صداقته وهذه هي حال أبي العينين فهو عقلة خشب متيبسة بانتظار النار ليصطلي بها مصطلٍ جمد أذنيه الصقيع.
محمد العثيم