Saturday 24th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 8 محرم


صمت العصافير
أصدقاء المهنة !!

سقسقة :
إن لك ثلاثة انواع من الاصدقاء: اصدقاؤك الذين يحبونك، واصدقاؤك الذين لا يهتمّون بك، واصدقاؤك الذين يكرهونك .
- حكمة عالمية -
***
يخلط البعض بين مفهوم الزمالة والصداقة وأجد الأمر مختلفا حيث تتجسد الزمالة بشكل اعمق من الصداقة اذا نجح الطرفان في تجاوز سلبيات الاحتكاك وحيثيات العمل بإسقاطاته او نجاحاته.
في مرحلة عمرية ناضجة يبدأ الانسان في انتقاء صداقاته حيث يتحول الاحتكاك المباشر والالتصاق بالاصدقاء الى نوع من التوازن ورسم خطوط العلاقة، إذ يصبح لدى الإنسان العديد من المسئوليات والمشاغل التي تجعله يقنّن علاقاته وعند دخوله الحياة العملية تظهر علاقات الزمالة او اصدقاء العمل.
وبعيدا عن حيوية العلاقات الانسانية فإن زملاء المهنة هم نوع متعدد من الشخصيات تفرض عليك معرفتها وإن لم يفرض عليك صداقتها لكنها بحر متعدد الامواج يمثل زملاء المهنة مرايا ناصعة البياض لتقييم ذاتك العملية على شرط ان يمتلك جميع الاطراف الوعي الكافي بأهمية تكوين العلاقة وترسيخ المبادئ القويمة تجاه مناخ سليم.
لكن ما اقسى سلبيات علاقة الزمالة او صداقة العمل ان يهيئ مناخ العمل شيئا من الغيرة التي تؤطر بالمهنة لكنها في أعماقها جزء من الغيرة المدمرة.
إذ إنه من المحتم وجود المنافسة والغيرة المهنية في اوساط العمل.
ولكن حين تتعدى الغيرة الجانب المتوازن، فإنها تصبح مدمرة لصاحبها في البداية فضلا عن كونها تشيع جواً من التوتر والخلافات,, وتحرم الاصدقاء من اجمل العلاقات الانسانية إذ إن اصدقاء العمل اذا ما كانوا واثقين من انفسهم مضطلعين بالوعي الجميل فإنهم يمثلون جسرا قويا ممتدا بين العقول النيّرة للابداع والانجاز.
فالذي تبحث عنه في اصدقائك خارج العمل لا تجده الا في اصدقاء المهنة الذين يدركون ابجديات العمل وهمومه ونجاحاته ويستطيعون ان يقدموا إليك نوعا من التعاطف الناتج عن الفهم الواعي ونوعا من المؤازرة الناتجة عن الادراك ببواطن واسرار المهنة.
والذي يستطيع ان يحظى بمجموعة من زملاء المهنة هو شخص محظوظ إذ إن هذه العلاقة غالبا ما تكون شائكة ولكن بقدر من الوعي والثقة بالنفس والتسامح تصبح علاقة عميقة ذات اهداف مشتركة، بيد ان هناك نوعا من زملاء المهنة لا يمكن بأي حال اصلاح اعوجاج سلوكياته حيث بالامكان ان يكيد لك لدى رؤسائك ويستعذب إفشاء اخطائك ويستمرئ استفزازك وهذا النوع يكون قفل الباب في وجهه أسلم كثيرا من محاولة كسبه صديقاً.
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved