 * مدريد - باريس - العواصم - الوكالات
أكد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا في مقابلة نشرتها صحيفة البايس الاسبانية امس الجمعة ان التفكير بتدخل بري في كوسوفو قائم منذ بداية الحملة على يوغوسلافيا.
وقال سولانا ان التفكير بعملية برية قائم منذ البداية لتحقيق هدفين احدهما ضمان امن كوسوفو والآخر تأمين عودة اللاجئين .
وحول شروط تنفيذ هذه العملية اوضح سولانا انها قد تجري في جو اكثر تساهلاً (اي بموافقة معلنة من بلغراد) اوفي وضع اكثر صعوبة لا يتم التوصل فيه الى اي اتفاق .
واكد ان قمة الحلف الاطلسي التي افتتحت أمس الجمعة في واشنطن لن تتخذ اي قرار ليصدر الأمر بتطبيق الخطط (المتعلقة بعملية برية) لأن الخطط تراجع بشكل طبيعي, من واجب العسكريين ان يلائموا يومياً الخطط التي تمت الموافقة عليها سياسياً لذلك لن يكون هنك قرار في هذا الاتجاه خلال القمة لان ذلك يجري حالياً .
هذا وفي حديث آخر له اعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا في مقال نشرته امس الجمعة صحيفة لوفيغارو الفرنسية ان وضع كوسوفو يظهر بوضوح شديد انه يجب دعم الدبلوماسية بقوة عسكرية ذات مصداقية من اجل الدفاع عن القانون والديمقراطية وفرض احترامهما.
وقال سولانا لقد تحققنا ان الدعوة الى احترام بعض القيم وحدها لا تعني الكثير اذا لم يكن بمقدورنا الحفاظ على هذه القيم وصونها بشكل فعلي .
واضاف ان قمة واشنطن التي اجتمعت اعتباراً من امس الجمعة بحضور قادة الدول ال19 الاعضاء في الحلف لن تجدد التأكيد على هذه القيم فحسب وانما ستضمن ايضا استمرارنا في اعتماد سبل صونها عندما تكون مهددة .
وكتب سولانا ان احداث كوسوفو تؤكد ايضا هذه الحقيقة الجوهرية المتمثلة بضرورة وجود مقاربة على اساس التعاون لاحلال الامن في اوروبا على المدى الطويل .
ومن جهة اخرى شدد سولانا على الدور الاساسي الذي على موسكو القيام به لمساعدة الحلف الاطلسي على التوصل الى تسوية سياسية للنزاع مؤكدا في الوقت نفسه على ان الازمة في كوسوفو ألقت بظلالها على العلاقات بين الحلف الاطلسي وروسيا, يشار الى ان روسيا قطعت كل علاقاتها مع الحلف الاطلسي منذ بدء الضربات على يوغوسلافيا وتحاول تشجيع القيام بمفاوضات مع بلغراد.
هذا وفي خطوة اخرى لدعم قوات الناتو ذكرت تقارير التلفزيون الايطالي ان عددا كبيراً يفوق المعتاد من طائرات حلف شمال الاطلنطي (الناتو) بلغ 50 طائرة اقلعت في وقت مبكر من صباح امس الجمعة من قاعدة افيانو الايطالية متجهة الى يوغوسلافيا.
واضاف تقرير التلفزيون ان معظم تلك الطائرات اقلعت بعد الساعة الخامسة صباحاً ومن بينها طائرات استطلاع من طراز اواكس واي ايه - 6 بي براولر المصممة للحرب الالكترونية ومقاتلات تشمل قاذفات من طراز اف 15 واف 16 واف 18.
وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية الروسية فقد نفت مصادر دبلوماسية روسية على الفور ما اعلنه فيكتور تشرنومردين المبعوث الروسي الخاص الى يوغوسلافيا عن قبول بلغراد بوجود عسكري دولي في كوسوفو مما اثار الغموض حول نتيجة مهمة ممثل الرئيس بوريس يلتسين الى بلغراد.
وقد سارعت وكالة الانباء انترفاكس التي بثت تصريحات تشرنومردين الى نفي مضمون هذه التصريحات نقلاً عن مصادر دبلوماسية في موسكو وهي صيغة تعني عادة مسؤولين كبارا في وزارة الخارجية.
واعلن تشرنومردين في مقابلة مع انترفاكس ان يوغوسلافيا وافقت للمرة الاولى على وجود عسكري دولي باشراف الامم المتحدة بمشاركة واسعة لروسيا .
ثم اوردت انترفاكس نقلاً عن مصادر دبلوماسية في موسكو ان بلغراد لم توافق حتى الآن الا على وجود دولي مدني في كوسوفو برعاية الأمم المتحدة.
واضافت هذه المصادر ان مسائل عدة بقيت عالقة بعد المفاوضات التي اجراها تشرنومردين مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش لعدم التوصل الى اتفاق بين الجانبين خصوصاً حول اقتراح روسي بشأن طبيعة الوجود الدولي في كوسوفو لكنها لم تعط مزيداً من التفاصيل.
وقد تباينت التصريحات الأخيرة التي ادلى بها تشرنومردين الى حد كبير مع تلك التي ادلى بها مساء اول امس فيما كان يغادر بلغراد بعد ثماني ساعات من المحادثات مع ميلوسيفيتش.
وكانت ايتار - تاس نقلت عن تشرنومردين قوله ان ميلوسيفيتش وافق فقط على مهمة مدنية بإشراف الأمم المتحدة.
|