* بالصدفة:
أحد الاصدقاء قال لي اسمع هذه الاغنية لرابح صقر فهي راقية وستعجبك فكانت:
وش اللي بس بيتغير
اسافر اغير الديره
مدام الجرح مثل ما هو
ويوم عن يوم غصب يكبر
* ردة فعل:
آه,, هذه الاغنية اعرفها فقد اسمعني رابح مقطعا منها قبل ثلاث او اربع سنوات ولكن بالفعل يا صديقي (عبدالملك) انها غاية في الروعة والابداع ولا املك تعبيرا عن شعوري الا بتناول عمل راق كهذا في مقال متواضع، ولكن عن هذه الباسقة هذه المتخمة بالجمال عن كاتبة كلمات هذه الاغنية (هتان) او لينا العداجي وهي احدى أهم كاتبات الاغنية في الخليج ان لم تكن الافضل والاصدق كما لا انسى ولا يفوتني الا ان اشكر الغائب الحاضر رابح صقر عن اللحن والاداء الجميل.
* بدايات هتان:
اول عمل سمعته لهتان كان اغنية (تحط عينك) ايضا لرابح صقر ففوجئيت بكاتبة غنائية تجيد حياكة المعاني لتضعها كدرر ثمينة معلقة على جيد الساحة الغنائية فتعالوا معي لنسمع ماذا قالت هنا:
تحط عينك بعين الشمس
بزعمك تقدر تكابر
ومن يقوى باصابع خمس
يغطي نورها الكاسر
اذن هي الحقيقة التي (يزعم) انه قادر على مواجهتها وتناسى ان الانسان لا يستطيع ان يحط عينه بعين الشمس او ان يغطيها بأصابعه الخمسة اذن هي مدهشة مطعمة بعبق غريب ومفردات مميزة شاهقة الجمال كنخيل الاحساء ولكن دعوني احيي هذه الهتان على توظيفها الجميل لمفردة (بزعمك)!!
* زمان وطاف:
كرائحة المسك النفاذة تلك الاغنية كدمعة طفلة بريئة تقحم الحزن في حياتك هذه الاغنية بملامح الذكرى المرة التي انتهت بالخلاف وبحرقة كانت تقول:
زمان وطاف
وانتهينا باختلاف
كان حبك مقصر
حبي كله اسراف
الا تستحق مفردة مثل (اسراف) ان تزرع حقلا من الدهشة في دواخلنا!!
* هتان مع طلال مداح:
ولا يوجد تكريم افضل لكتابة متمكنة سوى ان يغني لها هرم كبير مثل طلال مداح فكان عملا راقيا ورائعا هو,, شكرا,, وكان عبارة عن شكر خاص ولكن ليس لانسان او ما شابه ولكن الشكر كان لموقف اظهر الصورة من بروازها المزيف لتقول:
الف,, شكرا يا موقف!!
والف شكرا لهتان المعطاءة,,.
* رمادي والتلاعب المر:
لون ذا الليلة رمادي
لونها ما هوب عادي
نعم (ماهوب) وهذا الاصح وليس من الصحيح ان يقال (ماكان) فالحديث عن حدث قائم الان وتعيشه كاتبتنا ولا يجوز لاحد ان يعبث فيه واللحن كان لاصيل ابوبكر والغناء لعبدالله الرويشد ولا ندري ايهما عبث بالنص الاصلي اما اللحن فجاء شعبيا وقيل - وان كنت اؤيد - ان المذهب لفريد الاطراش والكوبلية لعبادي الجوهر عموما اللحن من مقام البياتي وبايقاع (الرومبا) بزمن 4/4 استخدم بالدفوف صورة الدوغجي بشكل لم يرض هتان (حسب مقالتها في قطوف) وفعلا كانت محقة فالاغنية تحكي عن دليل رمادي والتصوير في عز الظهر!!
* والمسلسل يتواصل مع يا سيدهم وينك:
اصيل مازال طرفا في قضية العبث بكلمات هتان ولا ندري ايضا هل هو الفاعل ام عبدالمجيد عبدالله فالاغنية سمعناها مسربة في الMBC - FM بصوت اصيل ومن ثم بصوت عبدالمجيد عبدالله الى ان فوجئنا بلحن عذب من ناصر الصالح ولكن بصوت نوال ليهطل المطر المحمل بنقاء وجمال معنوي وبلاغة راقية في:
علقتني بمرايتي
فيها اعيش حكايتي
ياه,, ما اجمل الصورة وفصاحة التعبير كأن هتان بذلك ارادت ان نعيش معها (حدوتة) جميلة لفتاة عاشقة كاي انثى لا تجد اقرب من (المرآة) لتحكي لها عن حبيبها لها عن حبيبها الغائب الذي لابد ان يكون سيدهم في نظرها وبنظره سريعة كان اللحن ممزوجا بروح ناصر الصالح الراقية تلك الروح الشرقية البحتة وبايقاع (الرومبا) وعندنا ابتغت هتان ان تنضح بواقعية قالت:
علقتني بحلمي القديم,.
الخوف والشوق اليتيم,.
ومابه احد يهتم!!!!!!
* هتان والسفر للجرح من جديد:
رابح صقر,, يملك غابة من الاحساس, بالفعل هو كذلك العوّاد الماهر اجاد التحلين وبحملة ذكية بداية بمقام (الكرد) في المذهب ومن ثم النقلة الموسيقية بعد المذهب لتحملك لدخول مقام الحزن وبشطارة طارق عاكف انه مقام,, (الصبا) وبايقاع (الوحدة الكبيرة) بزمن ابطأ قليلا لينشد رابح:
مدام النفس من داخل
مذبوح الامل فيها
اعز الناس ما هوب سائل
عن دمعات اداريها
عمل جميل لم يكتب له ان ينزل للاسواق وللتأكيد عزيزي القارىء هذا العمل المميز لا يمكن ان يقال عنه الا انه اصدق وارقى عمل سمعته لرابح وهتان فالكلمات مسبوكة بشكل مذهل اما اللحن فقد اجاد الرابح صقر صياغته واداؤه فيه كان مليئا بالاحساس والصدق والتأثر ايضا وهذا ليس بالغريب على استاذ مثل رابح.
* وداع:
الا يحق لنا ان نسعد بنص يحمل شمعة امل او روحا متفائلة منك يا هتان وانت يا رابح الا تتراجع عن قرارك بالاعتزال!!؟
ابراهيم بن سوّاد