عزيزتي الجزيرة,.
تحية وبعد,.
كثر الحديث عن المعلم واصبح محل تندر بعض الصحف ووسائل الاعلام الأخرى عبر الصور والرسوم الكاريكاتورية التي تعطي انطباعا سيئا يعكس الصورة غير الواقعية للمعلم وهذا ما يثير حفيظة المعلمين ويجعل الآخرين يزدادون تفكها وتهكما بأحوال وشخصيات المعلمين من خلال ما يقرأون ويسمعون في وسائل الاعلام الأخرى, واذا كان قدر المعلم ان يظل ردحا من الزمن في مهنته وتعليمه للصغار والكبار دون ان يتبوأ مكانة ومنصبا مرموقا أسوة بالموظف الذي كان زميلا له في المعهد أو الجامعة فهذا أدعى أن تتضافر الجهود للوقوف معه والأخذ بيده وتعويضه وتذليل كافة العراقيل والصعوبات التي تحد من ابداعه وتستنزف قواه الذهنية والبدنية مما يضطره الى اللجوء الى التقاعد المبكر كحل قسري للخلاص من التعليم وأعبائه رغم راتبه المجزي والذي يحسد عليه من القريب قبل البعيد.
في هذه الحالة سيخسر النشء معلما حنكته التجارب والسنون, ولا أخفيكم سرا أن التقاعد المبكر هو حديث الساعة لدى كثير من المعلمين وذلك لما يجدونه من مشقة النصاب الكامل والذي يعاني منه المعلم الجديد قبل القديم, في ظل النصاب الكامل 24 والأنشطة المنهجية واللامنهجية والمراقبة في الساحات ومتابعة التلاميذ اثناء الخروج،كل هذه الأعمال ستولد كراهية المهنة وبالتالي ينعكس ذلك على أدائه ومدى استمراره، من هنا أدعو المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم وزيرنا النشط الى اعادة النظر في نصاب المعلم ومراعاة من أفنوا شبابهم في هذه المهنة.
وأحب هنا أن أوضح لعموم القراء الدور النشط والفعال للمعلم خارج نطاق التدريس في ممارسته لكافة المهن، فهو اكثر العاملين نجاحا وتألقا، والشواهد على ذلك كثيرة وتحديدا في منطقة القصيم، فأصحاب الشركات والمؤسسات العقارية هم من المعلمين المتقاعدين والمستقيلين, اضافة الى رموز الفكر والأدب والكفاءات والقيادات الرياضية، وهذا يعزى في نظري الى انضباط المعلم وتحمله للمسؤولية فقد اعتاد على اليقظة مبكرا وهذا يجعله قادرا على ادارة عمله بكل جد واتقان.
في الختام نأمل من الاخوة الكتاب والمثقفين ان ينصفوا المعلم كمرب فاضل تحمل أمانة ومسؤولية لا يتحملها إلا أولو العزم من الرجال، أما الذين يحلو لهم التندر والتقليل من قيمة المعلم فينطبق عليهم قول الشاعر
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم تسعد الحال |
محمد بن عبدالله الداود
مدرسة فلسطين الابتدائية- القصيم- بريدة