عزيزتي الجزيرة,.
تحية طيبة,.
تابعت في الفترة الأخيرة اهتماما متصاعدا بقضايا الشباب، والشباب في كل أمة هم عمادها وركيزتها الأساسية، التي تقوم عليها كافة الدول,, وبسواعدهم تنهض الأمم، وتشق طريقها بكل ثقة الى المستقبل,, وكما قال الشاعر
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق |
فكذلك ايضا ينطبق على الشباب والذين متى ما تم اعدادهم وتحضيرهم بالشكل الصحيح، نكون بذلك قد أعددنا أمة بأكملها لخوض غمار الحياة الواسعة والمتشعبة والمتعقدة يوما بعد يوم، وأكثر ما يضر جيل الشباب الفراغ وأصدقاء السوء والعادات الغربية المستوردة والأفكار المنحرفة وغيرها من الأمور العديدة ورغم هذا يوجد الكثير من شبابنا الواعي الذي بدأ يشق طريقه في الحياة بكل نجاح واقتدار حتى اصبح منهم الطبيب والمهندس والمعلم والقادم ان شاء الله أفضل لشبابنا الذين سيأخذون مواقعهم الصحيحة بدلا من العمالة الأجنبية حيث بدأت عقدة الخواجة تنقرض تدريجيا من أذهان الناس ممن أصبحوا يضعون كامل ثقتهم في ابن جلدتهم بعد ان شاهدوا البعض منهم وقد استلم زمام الأمور في بعض الجهات والادارات الحكومية والخاصة، غير ان هذا بالطبع لا يمنع من وجود عدد من الشباب المستهترين الذين لا تحكمهم المبادىء ولا العقيدة الاسلامية أو العادات والتقاليد حيث يعتبرون خارجين عليها بتصرفاتهم الصبيانية الطائشة التي تنم عن فراغ حقيقي في المنطق التفكيري لهؤلاء الذين اعتقد عندما اشاهدهم يقومون ببعض التصرفات أنه ينقصهم بعض من الاتزان العقلي الذي يضبط هذه التصرفات ويتحكم بها، وهذا لا يتحقق إلا بالحزم في المعاملة خاصة اذا صدر منهم بعض الأعمال الخاطئة التي فيها ضرر على المجتمع والمواطنين وغير ذلك من الأمور التي يتوجب معها تطبيق رادع جزائي ذي شقين:
الشق الأول تعليمي بحيث يستفيد المخطىء من خطئه والآخر عقابي حتى لا يعود الشاب مستقبلا الى ما أقدم عليه من عمل، كما يجب تكثيف الدراسات التحليلية عن المراحل الأولى للشباب التي تبدأ بمراهقة مبكرة من سن 15-18 ثم المراهقة المتأخرة والتي تبدأ من 18-22 واسباب الانحراف السلوكي في تصرفاتهم، ومناقشة مواضع الخلل في المعاملات الانسانية التي تتم في تربية الابن داخل الأسرة أو المدرسة مع ضرورة وضع الحلول الكيفية لكل هذه السلوكيات,, وايضا يجب زيادة الجرعات التثقيفية والارشادية الموجهة للشباب عبر مختلف وسائل الاعلام التي أرى من أجل ذلك ضرورة انشاء قناة خاصة ومجلة تعنى بشؤون الشباب وتناقش قضاياهم كما يجب استمالتهم بشتى وسائل الجذب الى المشاركة في الأندية لممارسة الرياضات المختلفة أو في الجمعيات والمنتديات الأدبية والثقافية لشغل وقت فراغهم بالهوايات المفيدة وقطع الطريق أمام العادات السيئة التي تستحين الفرص للانقضاض عليهم,, وأفضل شيء هو التحصين الشامل للشباب من شرور الآثام والمعاصي وهو لا يتم إلا بالعودة الى حظيرة الدين التي تقوي الوازع الديني في النفوس وتردعهم عن كل هوى يحفزهم لارتكاب المحرمات,, حيث ان المساجد تشتكي اركانها في بعض الأحيان من قلة مرتاديها من الشباب الذين تمتلىء بهم المقاهي والاستراحات أو يتسكعون في طرقات المدينة متفرغين فقط لايذاء الناس وغير ذلك من الأمور التي تدل على ضعف واضح في شخصية بعض الشباب.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف