لو سألنا انفسنا قائلين: ما هي المهام المنوطة بالمدرس تحديدا بخلاف حضور الطابور وتدريس ذوي الادب وقلة الادب وتصحيح الواجبات وملء دفتر التحضير بالغث والسمين والاشراف على الفسحة وتجميع الطلاب لاداء الصلاة واتمام العمليات الحسابية للدرجات ووضع عشرات النماذج من الاسئلة والاجوبة ومنعه من الجلوس لثوان لاقامة اعوجاج ظهره وتبليل لسانه (الصالح للاحتطاب) وتقديم فروض الولاء والطاعة للمدير وصحبه الكرام,,؟
في تصوري هذا يكفي لقصم ظهر البعير ولكن ما دفعني للكتابة هو امر بعيد عن روتين المدرس اليومي انها قضية انصاف تبحث عن مجيب واليكم القصة,.
حضر لزيارتي صديق عزيز ممن يعملون في قطاع (التدريس) بإحدى المدارس الثانوية بحي الروضة بالرياض وليتني اذكر اسمها بالتحديد فهي تجمع بين الماء والورد ولكن الاهم من ذلك هو تفاصيل القصة.
يقول صاحبنا المسكين: استدعاني المدير المكلف والذي يرمقني من فترة لاخرى بنظرات غريبة لمكتبه ليشمر عن ساعديه ويخرج محضر (لفت نظر) مفاده الغياب المتكرر عن الحصة السابعة بين الحين والاخر حاول المسكين الدفاع عن نفسه لكن عبثا يحاول مع ان هذا المدير قد كان قبل اشهر معدودة زميلا لصاحبنا هذاوقد عمل معه كمدرس بالمدرسة نفسها!! تقبل صاحبنا الامر على مضض وحمل نفسه متوجها الى مركز الاشراف التربوي المجاور لتلك المدرسة الثانوية عله يجد تفسيرا لما يترتب على هذا المحضر من عقوبات فاذا احد القائمين على المركز بعد ان ساق الى صاحبنا ديباجة لا يسوقها الاب لاصغر ابنائه ادرك صاحبنا عندها بأنه لن يحصل على مبتغاه من الاجابة لاثار هذا المحضر على سيره الوظيفي فعاود مضيفه بسؤال آخر قائلا: انا احاسب عندما لا اجد من استأذن منه فمن بالله عليكم يأذن للمدير بالغياب مرارا وتكرارا دون سؤال؟ اجاب المسؤول بحزم لإنهاء الحديث قائلا: يكفي ان يتصل بي المدير هاتفيا فاذن له بعدم الحضور!! عندها جمع صاحبنا اشلاءه وغادر المكتب ضاربا كفا بكف وقد احاطته هالة من التعجب عن مدى نفع ولائم (المندي) في التقريب بين مديري المدارس ورؤسائهم والتي تجعل من اخطاء البعض بلسما شافيا ومن اخطاء الاخرين سما زعافا!!,, وللحديث بقية ودمتم بخير.