Sunday 2nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 15 محرم


عبقريات العقاد بين المتن والإسناد71
صالح بن سعد اللحيدان

ولهذا وقع المصنف /تجاوز الله تعالى عني وعنه/ بما وقع به عند حديثه عن: حضارة الهند وأصل نشأة معرفة الانسان، وإلا لو نظر شرح قوله تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) لو نظر المراد منها عند ثقات المفسرين لعدل أصول فهمه ونقد نقله وأنحى باللائحة على الدهريين ومن لف لفهم في هذا الحين وكل حين وحسبك أن تقرأ:
1- الابانة عن أصول الديانة.
2- تلبيس إبليس.
3- الرد على المنطقيين.
4- إفحام النصارى.
5- الاصول الثلاثة.
6- الوجود الحق.
7- تهافت العلمانية.
8- نظرية داروين بين مؤيديها ومعارضيها.
9- الماسونية في العراء.
حسبك ان تقرأها بصدر رحب وتجرد تام وأمانة ونزاهة ووعي عقلي عميق,حسبك ان تقرأ هذه الاسفار لتجد على الاقل زيادة نظر وسعة افق وتجوالا في عقول مختلفة من قوم آخرين لتقف على ما كنت تود أن تكون وقفت عليه ولو من باب الاطلاع ولا يحسب المرء عاقلا ولا أمينا مالم ينصف من نفسه ويدرك ما لها وما عليها طارحا عاطفته وحل نفسه وميل هواه وطارحا سعيه لنفسه شاءت ام لم تشأ هناك: يكمن العقل الثقيل والامانة الحقة وتبرز مزايا النزاهة وصدق العزائم امام خبث: حيل النفس، وميل الهوى وسفه العاطفة وكذب الظن الماكر، وهذا مثال مما يؤمن به كثير من النصارى واليهود مع: كفر الجميع مثال واحد فيه: خبث
كذب ,,افتراء ,,كفر صريح ,,سوء نية وقصد
تامل حال رجل عاقل امين جاد صالح كريم شهم غيور ينهى عن: الشرك، والرذيلة، والظلم، والفساد تأمل حاله بمشاهدة قراءية لاتتحول ولا تزول بمشاهدة قرائية ثابتة باثبات من ليس فوق قوي تأمل ما حصل من: كذبة اهل بهت وظلم وفساد وافساد تأمل ما جاء في سفر التكوين , كما في ص127 عند المؤلف جاء هناك: ان (نوحاً شرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجا، فلما استيقظ نوح صلى الله عليه وسلم من خمرة علم ما فعل به ابنه الصغير فقال: ملعون كنعان عبدالعبيد يكون لاخوته).
رداءى اسلوب وقبح طرح وكذب ظاهر معلوم.
ويقرر المؤلف في ص128 تقريرا حسب نقله الذي بنى عليه تقريره ان عصيان آدم جريرة لا يسأل عنها وحده، بل يسأل عنها كل ولد من ذريته ومثل هذا سياق من سياق كثير يفتريه النصارى واليهود وتلك طامة كبرى لان هذا القول ينسب الى الله تعالى عما يقولون: انه هو الذي يسأل ذرية آدم عما فعله آدم عليه السلام، وما يدري الرغام ان الله تعالى تاب على: آدم عليه السلام فضلا عن سؤال عما لم يرتكب ذلك الذنب الذي ارتكبه أبوه،وقد قال سبحانه: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
وفي ص128/129 يجيد المؤلف في الجملة في مسألة المسئولية في الاسلام فهو يقول: (أما الدعوة الاسلامية: فالمسؤولية الفردية فيها شيء جديد كل الجدة لم يتطور مما تقدم ولم يكن بنتيجة فقط لاحدى هذه المقدمات، ومعجزة المعجزات فيها انها قامت بالمسئولية الفردية حيث يصدرها كل عرف قائم ويعرفها كل نظام مصطلح عليه في المعاملات والعقوبات).
ولعله اراد في : الدعوة الاسلامية: الاسلام نفسه لان هناك فرقاً بين الدعوة والاسلام، فالاسلام هو الذي جعل المسئولية فردية في امور كثيرة وجماعية في امور كثيرة اخرى.
لكن الدعوة هي من: دعا، يدعو، بمعنى طلب الدخول في الاسلام، أو دعا يدعو الى الفضائل والآداب والقيم وترك الظلم والبغي والحرام، ومنكرات الاخلاق.
وكلام المصنف قريب من الصواب حاشا مراده بالدعوة الاسلامية، وان كان قد أراد: دين الاسلام فهذا لعله جاءه من فقر عام لدى المثقفين والكتبة فيما يخص امور ثوابت وضوابط ومعاني دلالة الالفاظ، وما كان هذا ليكون لولا قصر النفس على كتب خاصة او ثقافة خاصة حتى وان زعم من زعم انه مطلع وقرأ ويقرأ فإن شاهد حال مثل هذا الفقر العلمي الشرعي حينما يكتب او يتحدث فتجده يخلط ويستدل ويحلل ويعلل بمالا وجهة له صحيحة بسبب ضعف الدليل او خلل التعليل وسقوط نظره في بحثه او كلامه سقوط بحثه بسبب خلط عجيب بين/ دليل/ وحكمة/ وأثر/ وشعر/ ومثل، وهذا الصنف من الخلق جريء جدا وثوري الطرح بما جعله اضحوكة للعقلاء المتابعين للساحة بعامة.
ولعل كتاب المدعو: أدونيس الثابت والمتحول يعتبره هذا الصنف قدوة صالحة مصلحة بينما هو كتاب لقيط بين صوفية مجة وجرأة فجة وطرح معوج إلا كما قال سبحانه (أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات),ومطالعة هذا الكتاب بنوع من التأني والعمق والصدق يعطيك.
ومثله بجعله من كتب الريادة شعر اليوت اليباب .
ولذك لا تكاد تجد مثقفا من ذوي النزعة الطموحة كما يقولون ولاممن يتزعم النقد الادبي سواء في/ الشعر او القصة/ أو الرواية/ أو المقالة/ أو فن الترجمة/ إلا وينطلق من رؤية الثابت والمتحول وان بدا بعضهم مستقلا فإنه استقلال الانفصام الذي يدعي ظاهرا استاذيته وتعملقه بينما هو باطنا منه واليه.
وهذا مسار يوحي بالخواء والجوع والفقر لكن ما بالك بفقير يلبس لباس الهبات او لباس النفايات وهو عنيد لا جرم هذا نوع خطير من اشد امراض الذهان ناهيك بما يعتلج في الداخل من قلق وجزع وخوف وترقب، بل ناهيك بما يتصوره من حسرة على قصر العمر مع الشعور بالاستاذية والوصاية على الخليقة في بلد او بلاد، وهذا تجده يرمي نفسه بسبهلل من اللوم والقدح انه لم يقدر ولم يقدم إلا كحال شيخه مزقه طموحه في كل صقع وواد يصحبه في هذا وذاك تحسره راتعا بين مرض ومرض وان بدا عنتريا وذا نظرات توحي بما توحي إليه بما لا يدركه إلا ثلة من دهاة عاقلين.
وجاء في ص130/131 قال المصنف: (يدور البحث ما يدور في تاريخ العرب الديني ثم يتصل من احدى نواحيه بتلك البيوت التي تعرف ببيوت الله، او البيوت الحرام، ويقصدها الحجاج في مواسم معلومة يشترك فيها القبائل من سكان البقاع القريبة ويتعاهدون على المسالمة في جوارها.
وكان منها في الجزيرة العربية عدة بيوت مشهورة وهي بيت الاقيصر وبيت ذي الخلصة وبيت صنعاء وبيت رضاء وبيت نجران وبيت مكة اشهرها وابقاها عدا بعض البيوت الصغار التي يعرفها الرحالون ولا تقصد من مكان بعيد).
ثم راح يفصل بشيء من البسط كما في ص131 وكل هذا جلبه تحت عنوان الكعبة وقد رأيته ترك تأصيل حقيقة الحاصل مما نقله بلفظه او طرحه بمعناه على سبيل لا يعدم الناظر المراد مما نقله او حكاه، والمؤلف ذو باع جيد في الاطلاع لكنه قد يفوته أمران:الأول عدم تأصيل الطرح.
والثاني: قصر الفهم عن المراد.
ولهذا لم يذكر ان الكعبة اصل الوجود منذ زمن موغل في القدم لم يذكر على اقل وصف حالة الكعبة زمن إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، ولو شاء لذكره لكنه الاختصار المحتاج إلى بسط على كل حال,وذلك كله من اجل الوصول الى حقيقة اصل وجود: بيت الاقيصروبيت ذي الخلصة, إلخ,,لكنه ترك هذا لأنه لعله لم يدرك مثل هذا.
وحقيقة وجود هذه: البيوت، وكعبة نجران، وبيت رئام بصنعاء وما كان غير ذلك هو منافسة الكعبة المشرفة ورد اي دعوى بنبوة تكون من بلدها مكة لان اليهود والنصارى كانوا على علم بظهور نبي فكانوا بطرق شتى يحاولون كما هو ديدنهم الا يكون إلا منهم ولما لم يكن ولن يكون كذلك اتفق اليهود والنصارى على ضرب الكعبة بوسائل بديلة قولية وفعلية حتى آل الامر إلى هدم الكعبة على مأجور يحب نفسه ويدعو إلى تعظيمه وسيادته وهو ابرهة وفي هذا نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم مبينا هذه الحال التي كانت من إبرهة أحد رجال اليهود والنصارى إلا ان اليهود كانوا يعملون تحت الستار بطرق فيها دهاء وطول نفس، لكن سبحان من إذا أراد شيئا قال له: (كن فيكون).
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved