Sunday 2nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 15 محرم


الزمن المقلوب
دعوى الزجاجة ونظرية الاسترجاع!
أحمد العرفج

* المشهد الأول:
- هل قرأت مقالي الأخير في صحيفة,,.
لا -والله- لم يكن حظي معي!! ماذا فيه!!؟
- أوه,, فاتك نصف عمرك!!
ان المقال آثار ضجة كبرى!! في الخافقين!!
لقد اتصل بي س ، وقال: أنت أفضل من يكتب المقالة في البلد !!.
* المشهد الثاني:
- ما أخبارك- يا رجل؟! وأين أنت؟! ثم لم أسمع رأيك في مقالي، الذي آثار ضجة كبرى، في الأوساط الثقافية.
اتصل بي الدكتور عين ، وقال: لقد كنت جريئا في مقالك، وكيف مرَّ على الرقيب؟!
* المشهد الثالث:
- ألو,, كيف الحال,,؟
! ما أخبارك؟!
,, ثم يا رجل كيف لم تذكر اسمي ضمن الأسماء التي ذكرتها في لقائك الأخير؟!.
لقد جاءتني اتصالات كثيرة تستنكر وتشجب تجاهلك لي هذا !!
* المشهد الرابع:
- هل قرأت الجرائد هذا الصباح؟!
لا,,!!
ماذا حدث؟!
أوه,,
كتبت عن القضية الكبرى ، وجاءتني تعقيبات واتصالات، وأحدهم ألحّ عليَّ أن أنشر هذه المقالات والموضوعات في كتاب.
لأنه من الذنب الكبير، ان تبقى هذه المقالات، رهينة عمودك الصحفي؟!.
* بعد هذه المشاهد، يسأل سائل ماذا أقصد؟!
إنهم كثير كثير من أقصد، فتش بين الأوراق، والأحداق، وستجد ما أقول!!.
لي أن أسمي هذه الحالة المرضية نظرية الاسترضاع وهي تسمية تليق بذوات كهذه الذوات، الذين يحملون همّ الأمة،وهم في حقيقة الأمر، لا يحملون إلا ذواتهم المتضخمة فوق الأرض واذا كان هناك من يستحق الشكر، والتقدير فهم هؤلاء القراء المساكين، الذين تجرح أبصارهم مقالاتهم ، التي يكتبونها حتى يقال:
انهم يكتبون؟!
مساكم الله بالخير يا تلك الفئة، وكفّوا عن استرضاع الآراء، فالزهرة تثير المديح، وهي صامتة، والطير يغني لأنه يغني والذين هنا،والذين هناك يصفقون لهم!!
وتدبر قول الشاعر القروي
لا فضل للأدباء في وثباتهم
ولو أنهم فوق المجرّةِ ساحوا
دعوى المُدلّ على الأنام بفنه
دعوى الزجاجة,, أنها مصباح

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved