تجتذب الزيارات الرسمية التي يواصلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لعدد من الدول العربية والاسلامية والتي شملت حتى أمس كلا من تونس،والجزائر، وايران كما ستشمل باكستان يوم الاربعاء القادم، تجتذب اليها اهتمام المراقبين والمحللين السياسيين على الصعيدين الاقليمي والدولي.
كما أنها تثير اهتمام وتفاؤل حكومات وشعوب الدول العربية والاسلامية الشقيقة التي شملتها وستشملها هذه الزيارات بصفة خاصة كما تثير اهتمام وتفاؤل بقية حكومات وشعوب دول الأمة العربية والاسلامية.
فزيارات سمو النائب الثاني ليس سياحية ترفيهية، وانما هي تحرك سياسي سعودي على أعلى مستوى وبتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي يرسم خطوط الاستراتيجية السياسية في أدق تفاصيل التحركات والاتصالات التي تخدم أهداف هذه الاستراتيجية التي يأتي في أولها هدف تنشيط المشاورات المتعمقة بين قادة الأمة وصولا الى أرضية مشتركة أكثر صلابة وقوة يقف عليها القادة، في موقف موحد من مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والدفاعية ذات العلاقة المباشرة بالمصالح العليا للأمة العربية والاسلامية، خصوصا في ظروف المتغيرات العالمية الحادة التي جعلت- في مجال الاتصالات- من العالم أشبه بالقرية الصغيرة المكشوفة الأعماق والجوانب بحيث لم تعد هناك أسرار لدولة أو لمجموعة دول تخفى على الصديق والعدو معا!.
وزيارات سمو النائب الثاني تنم عن جهد مدروس لخدمة التضامن العربي باستعادته أولا، ثم بجعله -كما تقرر في قمة عمان- قاعدة أساسية للعمل العربي المشترك.
ومعنى هذا ان المملكة تمارس الآن ومن خلال تحركات سمو النائب الثاني دورها الطليعي في احتواء أية خلافات تشوب بعض أطراف العلاقات العربية/ العربية، في اطار أحد أهم مبادئ رسالتها في الحياة، وهو مبدأ تكريس الوفاق بين الأشقاء، وتوفير أنسب الأجواء التي تساعد على اتفاق الفرقاء، ومن ثم وحدة الصف والرأي والكلمة والقرار والموقف.
وتؤدي المملكة هذه الرسالة على الصعيدين العربي والاسلامي في نفس الوقت تعبيرا عن الروابط الوثيقة التي تربط بين الكيانين التوأمين العربي والاسلامي لخير الأمة التي هي خير أمة أُخرجت للناس.