في مقابلة أجرتها احدى الصحف المحلية مع صاحب معرض للسيارات قال في معرض حديثه (ان من ابرز اهدافنا هو توفير سيارة شبح لكل مواطن) ,,!!!!!!
ونظراً لأن هذا السخاء الحاتمي والعطاء المغدق سيحول الرياض الى (مدينة اشباح) فيجب علينا ان نحدد هوية الاشباح التي ستنتشر في هذه المدينة واين ستمارس هذه الاشباح نشاطها ومتى؟ فهل هي اشباح نهارية ام اشباح (مسيان) ,,؟!
ولكن اشك في ان تجد تلك الموجة من الأشباح الكثير من الأماكن الشاغرة والوظائف المهنية بانتظارها لكي تمارس فيها فنونها المرعبة.
فيبدو ان مدينة الرياض عجزت عن تحقيق اي اكتفاء ذاتي عدا الاكتفاء بالاشباح التي تكتظ بها جنبات المدينة.
فهناك شبح انقطاع المياه يصرخ في الوجوه كلما غسل (أهل الرياض) ساحات منازلهم المتربة من شهر (إبريل) او حاولوا ان يطيلوا فترة الاستحمام والاسترخاء لدقائق اخرى.
وهناك اشباح الشوارع، حيث تتحول الخطوط السريعة الى مدينة ملاه مليئة بالرعب والجنون، اما اذا كنت امرأة فإن الاشباح سيكون لها وظائف ومهام مركبة تظل تجلدك الى ان تكفكفي رعبك وتقفلي عائدة الى منزلك.
وهناك الأشباح التي تصرخ كل يوم بتدني اسعار النفط وضرورة إعادة جدولة هيكل المصروفات، عندها يتحسس الموظفون في الارض جيوبهم خوفاً وفرقاً, اما اشباح الفضائيات فتلك قضية اخرى لانها تمتلك ملمساً ناعماً وأردية ناصعة واواني مذهبة تدس بها السم في العسل.
وهناك اشباح اختبارات نهاية العام الدراسي تنذر بالويل والثبور وعظائم الأمور، حيث ستكتسح المدينة في شهر من الرعب المركب الذي لا مناص من الصبر عليه وتجرعه.
ولذا ونظراً لهذا الكم الوافر من الأشباح التي يعجز هذا المقال عن احتوائها والسيطرة عليها فاننا نشكر للأخ الكريم (راعي المعرض) طفرته الحاتمية ونبلغه ان لدينا فيضاً من الاشباح يكفينا مؤونة اجيال قادمة.