الرياض - مندوب الجزيرة
كان للسيل الجارف من صور الجوع والبرد والخوف المستمر الذي يتعرض له إخواننا اللاجئون من مسلمي كوسوفا أثرها البالغ في نفوس المواطنين والمقيمين على حد السواء في هذا البلد المعطاء, فقد اعتصر الألم قلوبنا لمعاناة هذا الشعب النازح من أراضيه هرباً من الموت, وفي ذات الوقت، هيمنت رغبة جامحة لدى الجميع بتقديم يد العون والمساعدة بأي شكل,, ولكن كيف؟ وبأية وسيلة؟
الآن، توفرت الوسيلة، فاستجابة لمشاعر الجميع هنا بالمملكة، التي بحثت عن وسيلة ما لمساعدة مسلمي كوسوفا، أقامت العزيزية - بندة، أكبر سلسلة أسواق بالمملكة، بتحويل جميع فروعها البالغ عددها 32 فرعاً إلى نقاط لاستقبال التبرعات لمسلمي كوسوفا.
لا شك أنها مبادرة طيبة من أسواق العزيزية - بندة، فقد وفرت بذلك أفضل وسيلة لاستقبال التبرعات نظراً لانتشارها في جميع أرجاء المملكة، مما سيسهِّل للمتبرعين القيام بهذا العمل الصالح، وذلك بالطبع يعد بتبرعات أكثر وأكثر تصب في النهاية لصالح إخواننا مسلمي كوسوفا في البلقان, فقد أجبر ما يزيد عن 600,000 ألباني على الرحيل من بلادهم هرباً من الموت, وحتى الآن، نزح أكثر من 400,000 نسمة، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، من مسلمي كوسوفا إلى الحدود مشياً على الأقدام في أجواء يحفها البرد القارس والخوف المستمر، ليصلوا في غاية التعب والإرهاق إلى مخيمات اللاجئين على طول الحدود لكوسوفا, النزوح ما زال متواصلاً، ويتزايد عدد اللاجئين يومياً، مما يعني ازدحام تلك الملاجىء يوماً بعد يوم، هذا عدا عن شح الموارد وأساسيات الحياة في تلك المخيمات.
الآن أصبح بالإمكان البدء بجمع أكبر عدد من التبرعات، فستستمر حملة العزيزية - بندة طوال خمسة أسابيع من الآن، مدعومة بكل الموارد البشرية والمادية لأسواق العزيزية - بندة، بالإضافة إلى الإعلانات المكثفة، هذا عدا عن تبرع الأسواق المسبق بنسبة من مبيعاتها, وكمبادرة منها بدفع عجلة التبرعات، قدمت أسواق العزيزية - بندة ما نسبته 1% من مبيعاتها طوال فترة الخمسة أسابيع, بنسبة كهذه، بالإضافة إلى التبرعات المتوقعة من قبل زبائنها، تكفلت أسواق العزيزية - بنده بأن تكون محصلة هذه التبرعات ككل 500,000 ريال سعودي, هذا يعني، أنه في حال عدم وصول التبرعات إلى هذا الرقم خلال فترة الخمسة أسابيع، فإن أسواق العزيزية - بنده ستتكفل بدفع الباقي.
ولعل أوضح عناصر هذه الحملة الخيرية هو نقاط خدمات تجميع التبرعات داخل أسواق العزيزية - بنده، وتشتمل تلك العناصر على صناديق لتجميع التبرعات النقدية وسلال تجميع التبرعات العينية كالملابس والبطانيات والألعاب والأطعمة المعلبة، هذا عدا عن العربات المتوفرة عن نقاط البيع والمخصصة لاستقبال ما يجود به زبائن العزيزية - بنده من مشترياتهم التي دفعوا قيمتها للتو (سيتم جمع القيمة الكلية لهذه المشتريات في نهاية الحملة ليضاف إلى المجموع النهائي للتبرعات).
ومن المتوقع أن ينضم لهذه الحملة أيضاً عدد من المدارس والشركات والجمعيات الخيرية وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة التي سيتم دعوتها لإرسال تبرعاتها ومعوناتها التي جمعتها خلال تلك الفترة إلى أسواق العزيزية - بنده ومن ثم تتكفل الأسواق بتحمل نفقات إرسالها إلى مستحقيها من مسلمي كوسوفا, ولتسهيل حركة جمع التبرعات، جندت العزيزية - بنده كافة جهودها وترتيباتها الخاصة لجمع كافة التبرعات وتحصيلها من كافة فروعها في المملكة، ومن ثم إعطاءها للمنظمات المختصة ومختلف نقاط الشحن ليتم إيصالها للمسلمين هناك على وجه السرعة,وقد تم التعاقد مع شركة آرثر أندرسن لتتكفل، مستقلة، بعمليات الإحصاء والمحاسبة لكافة التبرعات، فيما ستدعم شركة ساتشي آند ساتشي الحملة الإعلانية المكثفة لنجاح هذه الحملة على الوجه الأكمل, يقول جيري فولانتي من العزيزية: أقل مساعدة تعني الكثير, فلو قدم كل منا القليل، ستجتمع كلها في النهاية لتصنع الكثير.
فلا تبخلوا بالقليل، فقد يكون له الأثر في مساعدة لاجئي كوسوفا.