Sunday 2nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 15 محرم


أصحاب الإبل,, ومآسي الحوادث
اتركونا من اللجان,, واردعوهم بالعقاب

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
صفحة (عزيزتي الجزيرة) كشاف رائع للكتّاب الموهوبين الذين يتحدثون بكل اخلاص وتفان عن هموم المجتمع,, ومن هؤلاء الكاتب الرائع دوماً عبدالمحسن المنيع,, كاتب زاده روعة انه من محافظة الزلفي بلد الأفذاذ والرجال تلك المحافظة الجميلة الزاهية التي يحتضنها نفود الثويرات ذو الرمال الذهبية والسهوب الزراعية الرائعة انها محافظة كلوحة جميلة على صدر وطننا العزيز!! أقول لقد قرأت مقالا قيّما يحكي الأسى من حوادث الإبل السائبة في العدد 9697 تحت عنوان (هل من نهاية لمآسي الإبل السائبة),, وأقول للأخ عبدالمحسن أن لا نهاية لهذه المآسي وإجابة على سؤاله ما دام الحبل قد ترك على الغارب دون عقاب لأصحاب هذه الإبل ان الإبل بهائم وحيوانات لا تفهم شيئا,, ولو عرفت ان باقترابها من الطرق هلاكها لما اقتربت, ولكن العقاب الصارم الذي لا تهاون فيه يجب ان يطبق على أصحاب هذه الإبل، يجب ان يطبق على الانسان الذي أعطاه الله ملكة التفكير والعقل,, ان أصحاب هذه الإبل هم من القتلة ليس للإنسان فقط وانما للإبل كذلك,, ان في قتل الإبل بهذه الطريقة على الطرق تعذيب لها, هؤلاء نزعت من قلوبهم المروءة والإنسانية والرحمة والشفقة,, قتلوا الإنسان وقتلوا الحيوان وسوف يتمادون في غيهم وضلالهم واستهتارهم المروع ما دام ان العقاب يتم تطبيقه على الإبل فقط دون من اقترفوا الجرم بحق الإنسان, سأضرب مثلا على ذلك بطريق البدائع الرس,, في هذا اليوم الذي اكتب فيه هذا التعقيب حدث حادث مروع بسبب جمل سائب أهمله صاحبه وهذا المكان متعارف عليه أي في نقطة واحدة يحدث في كل فترة حوادث من هذا النوع ويروح ضحيتها الأبرياء، انه موقع الطلعة القريب من الكسارة هذا الموقع موقع واحد,, وهذا يدل عل أن هذه الإبل لشخص واحد ترعى إبله في هذا المكان ومع ذلك فلا يرتدعون ولا يرعوون لأنه لا عقاب يطبق بحقهم اطلاقا,, وكأن هؤلاء البشر الذين تزهق ارواحهم لا قيمة لهم,, لماذا كل هذا الاستهتار المشين,, وأمن الطرق في هذا الموقع لا يحرك ساكنا ولا يبحث عن القاتل مما يجعله يتمادى في غيه وقتله.
ان مشكلة الإبل السائبة ياسادتي لا تحتاج الى دراسات مستفيضة ولا تحتاج الى لجان تقتل كل قرار وكل فكرة وتئد كل مبادرة، فاذا اردت ان تميت موضوعا فأحله الى لجنة,, ان هذه اللجان هي السبب في هذه الحوادث المروعة, لماذا، لأنها تسوّف دوما وسوف وسوف,, ولو كان بيدي من الأمر شيء لقتلت السين وسوف .
هذه اللجان صورت الموضوع من زاوية علمية والموضوع برمته ليس من زاوية علمية,, وإنما من زاوية تأديبية، زاوية سلوكية لأصحاب هذه الإبل,, مثل قضية قطع الإشارة لا تحتاج الى دراسات او لجان بل تحتاج الى عقاب صارم,, ان مشكلة الإبل السائبة التي جلست فيها وزارة المواصلات سنين عديدة وتركت هذه الإبل تجوس خلال الطرق وتقتل الأبرياء لا تحتاج الى كل هذا التهويل في الحل,, ان الحل ياسادتي يكمن في احد أمرين:
1 وضع عقاب صارم وشديد لأصحاب الإبل السائبة التي تثبت ملكيتها لأحد هؤلاء القتلة بفمعظم قطعان الإبل التي شاهدتها هي ترعى حول الحمى,, ترعى حول الطرق وتبرك فيها,, لماذا لأن هذا الموقع قريب من الأسفلت وليس معها راع يرعاها!! لم نسمع يوما عن عقاب طبق بأحد أصحاب هذه الإبل,, وإلا لو طبق على واحد من هؤلاء (لطلع لهم قلوب) ولحسبوا الف حساب قبل اطلاق إبلهم لممارسة القتل, كما يجب ان يقوم جهاز أمن الطرق بمطاردة هؤلاء القتلة وإحضارهم للعدالة لمحاكمتهم محاكمة شرعية عادلة,, وان تتم دراسة هذا الموضوع دراسة فقهية (من الواقع).
2 ان الأمر لا يحتاج الى تكاليف مادية ولا الى دراسات لسلوك الإبل,, ولا الى دوريات مراقبة,, الأمر يحتاج الى (بت من الاسلاك الشائكة) حول كل طريق,,, والخطأ الفادح الذي وقعت فيه وزارة المواصلات هو وضع الأسلاك الشائكة او الحواجز حول الطرق السريعة وحتى لو كانت لم تشهد ولا جملا واحدا حولها واهمال الطرق المفردة التي تعج بالإبل السائبة من كل شكل وجنس وتكون حول المراعي الخصبة,, لماذا هذا الأمر المعكوس!! يمكن وضع هذه الأسلاك ضمن بنود الصيانة لهذه الطرق,, فلماذا اهملت وزارة المواصلات هذه الطرق كل هذا الاهمال وحملت السائق المسكين وزر ذلك,, هل تريد من السائق ان يحمل بيده الشمس في الليل كي يرى الإبل السائبة؟!
المهندس عبدالعزيز بن محمد السحيباني
محافظة البدائع

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved