Sunday 2nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 15 محرم


,,وفي القلب أكثر مما قيل
عن الأحساء إليكم بوحي

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعت كغيري على ما خطه يراع الكاتبة القديرة فوزية ابو خالد يوم الاثنين 2 محرم بالعدد 9692 تحت زاوية المعنى من خلال خواطرها السريعة وذكرياتها عن واحة الجمال الاحساء .
وكم اثارت كلماتها رغم قصرها الكثير من مشاعر الوجدان فقد اصابت كبد الحقيقة, فالاحساء ياسادة والتي كانت قبل ايام على موعد مع الفرح بالزيارة الكريمة والميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يحفظه الله تراقصت فرحا بهذه الزيارة التي تجسد مدى الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بمواطن هذه الارض وتلمس احتياجاته ومتطلباته, وتضاعفت فرحة أهالي الاحساء بالرعاية الكريمة لسمو ولي العهد الأمين بوضعه حجر الأساس للعديد من المشاريع التنموية التي ستسهم بمشيئة الله في دفع مسيرة النماء والخير في هذا البلد المعطاء.
نعود للحديث عن كلمات اختنا العزيزة فوزية ابو خالد فقد كانت محقة في كل ما ذهبت اليه, فالاحساء ياسادة بحاجة ماسة الى لمسات لتطويرها, فقد استبشر اهلها قبل عشر سنوات مضت بزيارة قام بها وفد مؤلف من عدد من وكلاء الوزارات بهدف دراسة المشاريع التطويرية التي تحتاج لها, ولكن طال انتظار الأهالي لهذه الدراسة وأصبحت مع مرور الأيام نسيا منسيا.
فالاحساء ايها الأحبة ليست مدينة صغيرة كما تصورها بعض وسائل الاعلام لدينا وللأسف الشديد عطفا على عدم التفريق بين مسمى الاحساء والهفوف فالاحساء منطقة مترامية الأطراف ويكفي انها تضم خمس مدن الى جانب 72 قرية وأكثر من 150 هجرة, فالاحساء ليست الهفوف حيث ان الهفوف احدى مدن واحة الاحساء وعدد سكانها يربو على المليون هذا إلى جانب عمقها الحضاري والتاريخي الى جانب موقعها الاستراتيجي الفريد, فهي تشكل حلقة وصل بين دول مجلس التعاون الخليجي شماله بجنوبه.
ومع ذلك فالاحساء رغم اتساع مساحتها وكثافة سكانها وارتفاع عدد مدنها وقراها, إلا انها تفتقر لوجود طرق دائرية وهو ما يشكل معاناة حقيقية لأهالي الاحساء وحتى للمارين بها من دول مجلس التعاون علاوة على عدم وجود الجسور والتي يفترض تواجدها في التقطاعات الرئيسية وما أكثرها, وهو ما يساهم في خلق الاختناقات المرورية وبشكل دائم, اما عن الطرق الخارجية فحدث ولا حرج فجميعها محفوفة بالمخاطر فما أكثر الحوادث المميتة التي شهدها ويشهدها طريق الهفوف سلوى الذي يربط المملكة بدولة الامارات وقطر وسلطنة عمان لكونه ذا مسار واحد الى جانب ضيقه والحال ينطبق على طريق الهفوف الرياض.
أما عن الجانب السياحي فالاحساء درة من الدرر فالمقومات الأساسية لإنجاح السياحة متوفرة ولكن يعاني هذا الجانب من الاهمال, واضغط على هذه الكلمة مرارا, فالاحساء تحتضن اكبر بساتين النخيل ليس على مستوى دول المنطقة بل على مستوى دول العالم العربي.
هذا الى جانب توفر العديد من الأماكن السياحية والأثرية المميزة, فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك جبل قارة السياحي، ومنتزه الاحساء الوطني ومسجد جواثا والقصور القديمة المنتشرة في العديد من مدن وقرى الاحساء.
وقد تبنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع قبل خمسة عشر عاما مشروعا سياحيا للاهتمام بتطوير جبل قارة السياحي ومنتزه عين نجم وتم بالفعل تحديث الموقعين ولكن ومع مرور الأيام, وفي ظل عدم وجود الصيانة لهما تبخرت تطلعات الجميع ممن كان يهمهم تطوير السياحة بالاحساء.
ولعل الشيء بالشيء يذكر فقد سعد أهالي المنطقة الشرقية بتحديث وتطوير الشواطىء التي تقع عليها مدنهم, مثل كورنيش الدمام والخبر والقطيف والجبيل وراس تنورة, في الوقت الذي استمر الاهمال بأجمل شواطىء الشرقية وأعني به شاطىء العقير, هذا الشاطىء الجميل الذي يعد حلما يراود أهالي الاحساء منذ زمن طويل بتطويره وتحديثه اسوة بمدن الشرقية الأخرى.
وأكاد اجزم ان البعض من أهالي المنطقة الوسطى يجهلون شواطىء العقير الحالمة فهي تعد الأقرب لهم, وقد نجد العذر لهم, فالعقير يفتقر لكل متطلبات واحتياجات هواة البحر لعدم وجود المرافق التي تخدم السياحة هنا الى جانب عدم وجود المياه العذبة.
فأهالي الاحساء استبشروا قبل سنوات بصدور الموافقة على اعداد دراسة لتطوير شواطىء العقير ولكن يبدو ان هذه الدراسة قد طواها النسيان وهو ما يعني ان الضرورة تقتضي المسارعة للاهتمام بهذا الشاطىء الجميل والذي سيساهم في حالة العناية به وتطويره لتخفيف الضغط المتزايد والذي تشهده شواطىء الشرقية الاخرى علاوة على ما يزخر به العقير من أماكن تراثية وتاريخية الى جانب تواجد اشجار النخيل في اماكن متفرقة على امتداد الشاطىء مما يضفي عليه جمالا وروعة,
ونعود للحديث عن كلمات الاخت فوزية ابو خالد من خلال تساؤلها عن عدم اقامة أنشطة ومشاريع كما في بعض مناطق المملكة لجذب المواطنين لزيارتها, فالاحساء ياأخت فوزية عرفت منذ اقدم الأزمنة بأنها بلد علم وثقافة وأدب, ولا أبالغ في قولي بأن فرع جمعية الثقافة والفنون بالاحساء يعد في مقدمة فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون نشاطا رغم امكانياته المحدودة, فقد نظم قبل اشهر مهرجان هجر الثقافي وهو الى حد كبير يشابه مهرجان الجنادرية, فالاحساء زاخرة بالمواهب الواعدة في مختلف الأنشطة، ولعل الاوبريت الذي قدمه شباب الاحساء في حفل الأهالي مؤخرا احتفاء بزيارة ولي العهد كشف للجميع مدى ابداع شباب الاحساء وتفوقهم على أنفسهم رغم ان هذا الاوبريت جاء بجهود ذاتية.
بيت القصيد: ان الاحساء كانت وما زالت وستظل واحة خير ونماء فقد انعم الله عليها بالخضرة والمياه وعلى ارضها تفجرت أكبر حقول البترول في العالم.
والاحساء التي حظيت بالعديد من المشاريع التنموية في هذا العهد الزاهر تتطلع لمشاريع اخرى وعشمي وعشم أهالي الاحساء كبير في بذل الجهود من الجهات المعنية لتطوير هذه الواحة الجميلة.
وأعود شاكرا للكاتبة الفاضلة فوزية ابو خالد التي أثارت الوجدان حول هجر الجميلة وفي القلب أكثر مما قيل.
عبدالله محمد الملحم
مدير مكتب الجزيرة بالاحساء

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved