* حوار : نجلاء الدوسري
امرأة من وطني لهذا العدد شابة من بنات هذا الوطن الذي تعودنا من شبابه المثابرة وجعل المستحيل سهلا، خرجت في مجتمع له الكثير من العادات والتقاليد بحيث لا يتعارض مع الدين الاسلامي، هذا اليوم سوف تحط بكم قافلة الجزيرة في وادي الدواسر حيث الحوار مع صاحبة تجربة التصميم للملابس من على ضفاف الربع الخالي ومن تحت النخيل الشامخة شموخ هذا الوطن نتحدث مع الاستاذة نورة عبيد الدوسري مصممة ازياء وملابس وصاحبة كتاب (أزياء بارعة).
* ام حماد من اين نبدأ؟
- كما تشائين ولكن لي عتب لوسائل الاعلام المحلية حيث يفترض إبراز الجهد الذي يستحق ولكن يبقى الحب لوسائل اعلامنا عامة والجزيرة خاصة التي سبق ان نشرت عن اعمالي قبل سنوات وفي بداية الحديث تحية لكل قراء الجزيرة.
* ماذا عن البدايات والطفولة؟
- من وفي وادي الدواسر من بين حقولها الخضراء وتدفق مياهها كانت الطفولة وما تحمل من براءة وايام ستبقى خالدة في الذاكرة لما فيها من سهولة وبساطة الحياة آنذاك وبالدراسة اكملت المرحلة الابتدائية ولظروف لم اكمل الدراسة.
* وماذا عن رحلة الابرة وفن التصميم؟
- في الطفولة كنت اخيط ملابس لعبتي ثم ملابسي وملابس اخواتي الصغيرات وتطورت الرحلة بخطوات لمشوار طويل بدعم وتشجيع الاهل والاصدقاء فللجميع الشكر والتقدير على دعم تلك الخطوات التي بدأت تكبر ولا أزال اتذكر كيف حصلت على ماكينة خياطة في ذلك الوقت رغم صعوبة الحصول على المبلغ اللازم لتأمين تلك الماكينة وجمعي القماش من هنا وهناك حتى يتشكل من تلك القطع ثوب كامل لمقاسات مختلفة لطفلة صغيرة او كبيرة وقد كنت بعد خياطة بعض الملابس ولندرة القماش اقوم بفك الخياطة واعادة التصميم بشكل آخر مخالف للتصميم الاول وهكذا وقد يتشكل بعدة اشكال خلال ايام وهكذا حتى اخرج بفكرة جديدة او فكرة مطورة, من هنا بدأت الاخوات والزميلات والصديقات يطالبنني بعمل تصاميم لهن وفق شروطهن وما يناسبهن.
* وماذا بعد الزواج؟
- تطور الاهتمام لدي بالخياطة والتصميم مع توفر القماش احسن من الفترة السابقة وتغيرت نظرتي من هواية الى رغبة في احتراف التصميم واشار علي الكثير ان اطور هذه الموهبة وأصقلها من خلال مراكز التفصيل والخياطة التابعة لتعليم البنات وكم كانت سعادتي بعد افتتاح مركز بوادي الدواسر والتحقت بالمركز.
* وماذا تحقق لك بعد الالتحاق بالمركز؟
- في المركز لم اجد الجديد بدون غرور او مبالغة كان مستواي يفوق المناهج المقررة وما يتم من تدريبات ووجدت تشجيع المدربات والزميلات والمركز ابحث فيه عن مؤهل يساعدني في المستقبل اما التدريب فقد سبقت تدريب نفسي بسنوات طويلة قبل المركز وكسبت الخبرة وللحقيقة فقد استفدت من المركز وتعرفت على بعض الاساليب وطريقة تنظيم المعارض والازياء والتركيب وبناء الفكرة.
* وماذا بعد المركز؟
- لقد صدمت بشروط افتتاح المشاغل النسائية التي يعمل بها نساء فقد كانت لا تناسب ظروفي العائلية والمادية وحالت تلك الشروط دون ان اكمل مشروعي الحلم الذي لايزال يراودني.
* وماذا عن التصاميم والالوان؟
- من فضل الله سبحانه وفقت في طريقة التصميم واختيار الالوان المناسبة حتى قبل الالتحاق بالمركز كنت عندما اشاهد ملبساً ايا كان اوجه له النقد او الاعجاب قائلة المفروض يكون كذا ولونه كذا وطوله كذا,, الخ,, وأصدقك القول انني اطالب الاخوات بإعادة تصميم الثوب حتى بعد الخياطة فقد كان التصميم معي دائما حتى في المنام كنت احلم بكافة تفاصيل العمل والمواقف في ذلك كثيرة يصعب الحديث عنها.
* وكيف كانت خطواتك نحو هذا النجاح؟
- وجدت نفسي يوما من الايام مستشارة لكافة الزميلات والصديقات عن الازياء فمثلا تلك ترغب تصميماً وتلك لها ذوق معين وتلك لها سؤال عن ألوان التصميم الذي يناسب بشرتها واخرى لها سؤال عن التصميم الذي يناسب السن من هنا وجدت التشجيع على مستوى اكبر من المستوى الذي كان يشمل الاهل والعائلة.
* الملابس وتناسبها كيف يكون اختيارها؟
- بالطبع لون البشرة والوزن والطول والسن,, الخ لها دور في الملابس وقد لا يفهم ذلك الا من يملك ذوقاً جمالياً ومن هنا اخذت المرأة الحديثة تأخذ رأي المصممة وخصوصا في ملابس المناسبات والسهرات لابد من تدخل المصممة في ذلك ثم يأتي دور الخياطة.
* وماذا عن فكرة المعارض؟
- بعد ان وجدت التشجيع فكرت ان اعرض بعض التصاميم للجميع وادرس صدى ذلك العرض والآراء حوله وما يحقق وكنت اتحين الفرصة للعرض ووافقت ادارة التعليم للبنات بوادي الدواسري في نهاية العام الدراسي 1414ه على تخصيص جناح ضمن معارض مدارس البنات ومركز التدريب ولايزال ذلك الصدى يدفعني حتى الان للعرض.
* وماذا حقق لك العرض؟
- ولله الحمد تحققت اهداف لم اكن اخطط لها اضافة الى التشجيع وعبارات الثناء والاعجاب من زوار المعرض,, وبيعت المعروضات قبل افتتاح المعرض وكان هناك رغبة ان يكون العرض سنويا ودافعا للسير قدما وتطوير الخطوات ورسم افكار جديدة بالتعاون مع اشخاص لهم تجارب في العرض والاعلام والدعاية.
* وعن اسباب عدم استمرار المعرض؟
- تقول حاولت ان يكون العرض سنويا ضمن معارض المدارس ولم اكن اهدف للربح ابدا حيث كنت احاول نقل افكاري وتجاربي للمعلمات والطالبات والزائرات من الامهات اتمنى ان يستمر العرض هنا او في اي مكان ولدي الاستعداد لتلبية رغبة ادارات تعليم البنات بالمناطق والمحافظات او الكليات او الجمعيات والمراكز النسائية او المهرجان الوطني من اجل اقامة العرض لديهم بهدف نقل الخبرات وتبادلها.
* وماذا عن المعارض الشخصية التجارية؟
- تقول كما اسلفت لم افكر الان في العرض التجاري والا لكان هناك عروض من مؤسسات ومعارض تجارية نسائية وهذه الفكرة لم تحصل اصلا ولم يكن الهدف كما ذكرت لك تجاريا حتى الان.
* يلاحظ من خلال كتابك (ازياء بارعة) وعروضك اهتمامك بالثوب السعودي الاصيل والتراثي؟
- نعم حاولت بل خططت ان يكون التصميم لجميع انتاجي مستمداً من البيئة والتقاليد السعودية والثوب الاسلامي المحتشم ولم افكر ان اصمم ملابس غريبة عن مجتمعنا مهما كان الامر ولو طلب مني ذلك اعتذر لأنني مصممة سعودية مسلمة ويجب ان يكون التصميم السعودي محتشماً وقد وجدت التشجيع والاقبال لان الانتاج لمجموعة ازياء امتزج فيها اصالة الماضي بجمال الحاضر بما يليق بالعادات والتقاليد الاسلامية ووضعت بعدد من الالوان الجذابة المشتقة من الطبيعة لتختار منها المرأة ما يناسب ذوقها الرفيع جمعا بين الماضي والحاضر حتى يلاحظ أن الملابس الشعبية التقليدية بدأت تختفي فحاولت اعادتها من جديد وبأسلوب وتصميم عصري يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا, كما ان انتشار دور الازياء الغربية علينا بدأت تغزو الاسواق بصورة واسعة,, كذلك من ملاحظاتي ان البعض يلبس ملابس لا تناسب سنه او حجمه او طوله,, الخ,, من هنا جاءت فكرتي في هذا النوع من الازياء محافظة على ثوبنا السعودي المحترم.
* هل تتوقعين ان تقبل المرأة او الفتاة خصوصا بهذا التصميم؟
- طبعا هناك قبول بنسبة مناسبة جدا وتشكل السواد الاعظم الذي يريد الملابس المتحشمة والجميلة في وقت واحد لكن هناك اقبال على الكتاب من اجل عمل تفصيل على بعض محتوياته.
* الكتاب عند اعداده هل يخاطب سناً معينة؟
- أبداً حاولت ان يشمل الطفلة والفتاة والام وحتى الجدة الجميع لهن تصاميم خاصة ولدي الكثير من الافكار في الطبعات القادمة بعد نفاد الطبعة الحالية سيكون هناك تنقيح.
* ما هي الصعوبات التي واجهتك في اعداد الكتاب؟
- طبعا الكتاب يشمل صوراً لبعض التصاميم فكانت الصعوبة في الحصول على ألوان بعض الاقمشة المناسبة لكل تصميم وكذلك عملية تصوير كل تصميم فقد كان هناك صعوبة بالغة وشاقة بحيث يكون العمل جيداً وكذلك المقاسات حسب الاعمار وألوان بعض الاكسسوارات حيث يجب ان يكون لكل تصميم نوع ولون معين من الاكسسوارات.
* الخطة خلال الايام القادمة؟
- اقامة معارض في الرياض وهناك مخاطبات مع مركز الامير سلمان الاجتماعي القسم النسائي واحدى الجمعيات النسائية من اجل اقامة المعرض لكن تلك الجمعية طلبت مبلغاً مرتفعاً جدا يصل 1500 ريال كايجار للمتر المربع الواحد في اليوم وهذا صعب جدا وأملي في مركز الامير سلمان بقبول اقامة معرض لديهم حيث رحبوا مسبقا بالفكرة بعد اطلاعهم على الكتالوج الخاص.
* دور الاهل وهدفك في المشروع؟
- لاشك ان الاهل كان لهم دور من خلال التشجيع والدعم المادي والمعنوي للمشروع وهذا كان دافعا لي ولا انسى الاصدقاء ووقوفهم معي ساعد على تخطي الصعوبات.
اما اهدافي في المشروع فهي اثبات وجود المرأة السعودية وانها قادرة على العمل في المجالات التي لا تتعارض مع الشريعة الاسلامية والجمع بين الماضي والحاضر.
* ماذا عن تنمية المواهب وابرازها للمجتمع؟
- وجود الزي الاسلامي للمرأة المسلمة وان العالم الغربي غزا الاسواق بالازياء الغربية محاولا طمس الازياء الاسلامية العريقة ونحاول من هذا المشروع ايجاد الزي العربي الاسلامي وكذلك اهدف الى اثبات ان المرأة السعودية لديها موهبة لا تقل عن المرأة الغربية ولمعرفتي بحرص المرأة المسلمة على التمسك بملابسها الاسلامية جاءت الفكرة للثوب الاسلامي سواء كان ثوباً شعبياً تقليدياً او جلابية او حجاباً.
* أمنية في مجال الازياء؟
- ان المرأة المسلمة لا تنظر للزي الغربي او المرأة الغربية في كافة الاحوال نظرة اعجاب او تقليد.