Monday 3rd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 17 محرم


دقات الثواني
لقاء سمو ولي العهد بالاتصالات

لقد أثلج الصدور وسرّ النفوس ما صدر من أقوال لصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني اثر استقباله لرئيس مجلس ادارة شركة الاتصالات السعودية واعضاء مجلس الادارة الذين استمر لقاؤهم بسموه ساعتين.
فقد قال سموه: ان دعوته لهم للاجتماع معهم يوم 9/1/1420ه استجابة لما وصله من بعض المواطنين حول انتقادات عن طريق البريد والفاكس ومناولة وأراد سموه ان يتقصى الحقائق من المصدر نفسه، وان يسمع منهم مباشرة حول كل ما وصله، وهذه منقبة تسجل لسموه في سماع وجهة نظر الطرفين للوصول الى الحقيقة فمن ارسل عبر البريد والفاكس او مناولة مواطن، ومن يتولى مسؤولية العمل في شركة الاتصالات مواطن تحمّل امانة المسؤولية وهما متساويان عند ولي الامر، ولكن الانتقاد وجد صدرا رحباً لديه، فاستدعى المسؤول وأنصفه بسماع ما لديه حول الانتقاد، وهذا ما يضع الامور في نصابها الصحيح فمتابعة المسؤول عن العمل ورقابته هي ما يجعل الادارة تبقى في المسار السليم الذي رسمه لها ولاة الأمر، وقد رسم هذا النهج الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه حين قال: لا خير فيكم ان لم تقولوها، ولا خير فينا ان لم نسمعها ونرجو إن يشمل ذلك كل مؤسسات الخدمات العامة.
كلمات ولي العهد كانت نبراسا منيراً لكل مصلحة حكومية، وبخاصة اولئك الذين تعلو رؤوسهم اذا اسندت اليهم مسؤولية واولئك الذين يتعالون على المراجعين اولا يعاملونهم المعاملة المطلوبة سواء اكان الموظف صغيراً ام كبيراً، وكم سررت من قول سموّه وتمنيت ان يعطى لكل موظف يتولى خدمة عامة الوطن امانة في اعناقنا جميعاً يسألنا عنه الله تجاه إخوتنا من شعبنا الكريم، ويجب عليكم ان تأخذوا على عاتقكم حماية مصالح هذه البلاد، من خلال القيام بأعظم مشاريعنا الجديدة في التخصص وانبذوا كل من يحاول ان يقفز على النظام لمصلحته الخاصة .
انها قاعدة ادارية رائدة أن ينبذ كل من يحاول القفز على النظام لمصلحته الخاصة سواء اكان مسؤولاً عن الادارة ام مستفيداً من خدماتها، ولو نبذ كل من سخّر امراً لمصلحته الخاصة لما وجدت مخالفات ولما وجدت شكاوى وتظلمات.
وفرق بين من يخطىء اجتهاداً او عن غير عمد ومن يخطىء عمداً او طلباً لمصلحة خاصة، وقد قدر سموه من يعمل فيخطىء فلا عمل بلا اخطاء حتى لو كانت جسيمة احياناً، والمسؤول ذو الحس الاداري سيفرق بحسه بين الاثنين وقد وضح سموه ذلك حين قال: (من يعمل يخطىء ومن لا يخطىء هو الخامل الراكن في زاوية من زوايا النسيان ولكن لا مكان لخطأ متعمد .
كلمات سمو ولي العهد نالت اعجاب الكثيرين لأنها وان كانت موجهة لشركة الاتصالات، لكنها في عمومها توجيهات لكل مرفق او ادارة تقدم خدمة عامة، بل هي تنبيه لكل من كلف بأداء خدمة عامة انه سيقدر عمله ويقال له احسنت اذا احسن غير انه بالمقابل سينظر لكل نقد يوجه اليه بعين العدل، وسيحاسب اذ اخلَّ بأمانة الوظيفة فلا مكان لخطأ متعمد يضيع حقوق الناس.
حفظ الله سموه واعانه ووفقه لكل خير.
د, عائض الردادي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved