* تحقيق : خالد الشمسان
لاريب ان الزواج من اهم اسباب الاستقرار والراحة النفسية لصاحبه واحد العوامل الفعالة في بناء المجتمع وتنميته ولكن هناك منغصات في درب العشرة الزوجية لايكاد يخلو منها منزل وبحسب الوعي الاسري يكون العلاج الناجع لمثل هذه المكدرات بكل يسر وسهولة دون اللجوء للتصعيد بطرق غير مشروعة مما يولد زيادة حدة الخلاف واتساع دائرة الفجوة فيحصل ما لا تحمد عقباه من شجار فانفصال وفراق - لا قدر الله -.
وعبر هذا التحقيق نود تسليط الضوء على بعض الممارسات المرفوضة التي تصدر من بعض الازواج تجاه زوجاتهم ومن ذلك ضرب الزوج لزوجته.
القبول بالحق
حيث يقول منصور بن محمد الفوزان ليس من الرجولة ان يمد الزوج يده لضرب امرأته واظن ان الامر اذا وصل الى هذه الدرجة فالأمر جد خطير ويؤذن بالانفصال الذي يترتب عليه تفكك اسرة وشتاتها بعد الاجتماع الذي ويضيف الفوزان قوله الشيء في حدود المعقول بحيث يتحمل كل من الزوجين عشرة الاخر وان يغض الطرف ويتسامح ويؤجل النقاش وقت تهدأ فيه النفوس وتكون اكثر انشراحا وقبولا للحق ويحسن بالزوج ان يربأ بنفسه عن تصعيد المشاكل الزوجية فشتمه وسبابه لشريكة حياته, كما ان على الزوج ان يكون قدوة لاسرته ومجتمعه بالتعامل الحسن الطيب القائم على احترام الآ خرين وتقديرهم والحفاظ على مشاعرهم الانسانية والبعد عن اسباب منغصات الحياة الزوجية الكريمة.
لجنة للرعاية الاسرية
ويقترح يحيى محمد حسن المالكي ان يكون هناك لجان للرعاية الاسرية لحل الخلافات الزوجية في الجمعيات الخيرية والافتاء والمحاكم الشرعية وان تتولى اصلاح ذات البين وتعني بازالة اسباب الشحناء والعداوة والبغضاء التي تفكك الاسر وتهدم المنازل المبنية على اسس الحياة الزوجية السعيدة باشراف عدد من الرجال الموثوقين من وجهاء واعيان ومشائخ, وقال المالكي ينبغي أن يكون اعلان عصيان المرأة وتمردها من قبل الزوج وفق تعاليم ديننا الاسلامي السمحة والاقتداء بهدي سيد المرسلين القائل استوصوا بالنساء خيرا.
والذي ارشدنا الى ان النساء شقائق الرجال فهو عليه الصلاة والسلام ارحم بأمته من الأم بولدها وما من خير الا ودل الامة عليه وما من شر الا وحذر الامة منه حيث يقول في الحديث الشريف خيركم خيركم لاهله.
إكرام شريكة الحياة
ويمقت خالد بن محمد الخليفي اعتداء الزواج على زوجته بالضرب ويقول ان ذلك اسلوب العاجز الضعيف الذي لا يستطيع التصرف بحكمة وحل المشاكل الزوجية بعيدا عن الجور والظلم والعدوان والصخب والانتصار الشخصي فيجب على الرجل الحازم العاقل ان ينكر ذاته بجوار شريكة حياته التي تقاسمه آلامه وآماله وان يصدق مع زوجته ويخلص لها ويبادلها المحبة والتقدير والاحترام ويحرص ان يقوي وشائج رباط الاخوة التي تعتمد على حبل متين من تقوى الله والعمل على طاعته ورضاه ويستغرب الخليفي تلك التصرفات المتمثلة بضرب الزوجات من قبل البعض الذين يزين لهم الشيطان اعمالهم ويحسبون ذلك من الرجولة والشهامة والعكس صحيح فالرجولة والشهامة بضبط الاعصاب والتحكم بالنفس والمسامحة والصفح عن الزلات والاخطاء.
هذه مراحل العلاج
واخيرا عرضنا الموضوع على فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الخليفة امام وخطيب جامع عمرو بن العاص بالرس وعضو مجلس ادارة الجمعية الخيرية حيث يقول:
ان العشرة الزوجية وما يكون بين الزوجين من الالفة وحسن الصحبة امر مطلوب شرعا قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف) وقال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وجاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي) وهذه العشرة هي اساس السعادة للزوجين بل للاسرة بأسرها ولقد بسطت الشريعة الاحكام المتعلقة بشؤون الاسرة ووضعت حقوقاً لكل من الزوجين على الآخر واكدت ضرورة الالتزام بها لتسير سفينة الحياة الزوجية بسلام وامان وتستقر الحالة النفسية للزوجين ولاطفالهم,, لكن قد تعتري الحياة الزوجية بعض الامور التي قد تكدر صفوها سواء من جهة الزوجة أو من جهة الزوج فلم يدع الشرع علاج ذلك مرهونا بعواطف قد تصيب وقد تخطىء لكن ضبط ذلك باحكام,, ولنأخذ على سبيل المثال موضوع النشوز من جهة المرأة على زوجها فيقول الله عنه (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن,,) فلاحظ معي هذا التوجيه الالهي الكريم حيث جعل الدرجة الاولى الوعظ والارشاد وقد يطول وقته وقد يقصر حسب نوعية النشوز وحسب سعة صدر الرجل ثم تأتي مرحلة الهجر لكنه هجر في المضجع اي الفراش بحيث تبقى القضية الخلافية محصورة بين الزوجين لا يتسرب خبرها الى الغير حيث تبعد الشقة وقد يغذى الخلاف فيطول ثم اذا لم يصلح الامر فهناك الضرب لكنه مقيد بأنه ضرب غير مبرح ولا يقصد به الايلام اذ ليس ذلك من طبيعة العقلاء جاء في الحديث: (أيعمد احدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلربما ضاجعها من آخر يومه) وانما يقصد به اشعار المرأة انها بنشوزها اصبحت غير مرغوب بها فلعلها تسعى الى اصلاح حالها واسترضاء زوجها.