أقام اتحاد وكالات الأنباء العربية في بيروت الأسبوع الماضي الدورة الأولى لمراسلي وكالات الأنباء بحضور مراسلي عشر دول عربية في المملكة ودولة الإمارات والكويت ولبنان وسوريا والاردن ومصر والسودان والمغرب.
الاستاذ رفيق شلاله رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية افتتح الدورة وسط حضور إعلامي يتناسب مع كونها أول دورة تقام في هذا الفن الصحفي حيث ألقى كلمة شرح فيها أوجه التعاون الإعلامي بين الدول العربية والامكانيات القائمة لتطوير هذا التعاون.
ثم ألقى الدكتور فريد ايار أمين عام الاتحاد كلمة شكر وترحيب ضمنها الأماني الطيبة بالتوفيق وسرد أعداد الدورات التي تنفذها الأمانة العامة للاتحاد داخل بيروت وفي الوطن العربي وأوروبا.
وقد ألقى عدد من الاساتذة وكبار الصحفيين محاضرات خلال هذه الدورة حيث ألقى الاستاذ فاروق نصار مراسل وكالة يونايتد برس على مدى 42 عاما عدة محاضرات حول تجربته في هذا الميدان, كما ألقى الدكتور نبيل دجاني الاستاذ في الجامعة الامريكية في بيروت محاضرة حول الآثار الاجتماعية لسلوك المراسل كما ألقى الدكتور فريد أيار أمين عام الاتحاد محاضرة في مجال التبادل الاخباري ونشر الخبر.
ومن المملكة العربية السعودية القى عبدالعزيز المهنا محاضرة بعنوان المراسل العربي الجذور التاريخية وامكانيات الحاضر وآفاق المستقبل وقد اشتملت المحاضرة على موضوعات مهمة من أبرزها تعريف مهنة المراسل وشخصيته والاتجاهات والأعمال الميدانية للمراسل وأثر الصياغة الاخبارية في توجيه الخبر وتحول الخدمة الميدانية الى تجارة ومفهوم الأمانة في تحرير الخبر.
وأخيرا المراسل العربي وآفاق المستقبل في ظل الاتجاهات والتناقضات القائمة.
وقبيل البدء بالمحاضرة العلمية ألقى عبدالعزيز المهنا كلمة حول امكانيات تطور العمل الإعلامي العربي الموحد مؤكدا أن اتخاذ خطوة جادة في هذا المجال يمكن ان تتيح المجال لتطور في ميدان الإعلام العربي حيث دعا الى وضع نظام أساسي للعمل الإعلامي في الوطن العربي يتم اعتماده من أعلى مستوى في الجامعة العربية، حيث تلزم بنود النظام الدول العربية بعدم اقحام وسائل الاعلام العربية بتعميم الاشكالية السياسية بين دولتين عربيتين والتجريح بالشعوب بل إن من بين بنود النظام ان يتم حصر الخلافات السياسية في نطاق ضيق وتحريم المتاجرة فيها على مستوى الشعوب اضافة الى بنود أخرى تأخذ في اعتبارها سائر الامتيازات والفوارق بين الدول العربية ماديا وعلميا لتحقق التوازن والتوافق بين الدول العربية في ميدان المساهمات الشاملة في بناء التعاون.
وقد وجدت هذه الدعوة قبولا وارتياحا وتأييدا من المحاضرين والمراسلين المشاركين في الدورة حيث أكد الدكتور نبيل الدجاني الاستاذ في الجامعة الامريكية في بيروت ان مثل هذا النظام سوف يساعد على قيام عمل جماعي دائم غير خاضع للأجواء السياسية بين الحكومات العربية حيث ان من ايجابيات هذا النظام تحريم الحملات الإعلامية المتبادلة بين الدول العربية.
وقد استمرت الدورة خمسة أيام حيث بدأت يوم الاثنين 19 ابريل الماضي وانتهت في يوم الجمعة 23 من الشهر نفسه ويتطلع اتحاد وكالات الأنباء العربية الى آمال كبيرة حيث يأمل زيادة ميزانيته التي لا تتعدى 150 الف دولار امريكي سنويا ألى أكثر من هذا الرقم ليتمكن من إيجاد مقر مناسب للاتحاد يشتمل على فصول وقاعات للمحاضرات والندوات بدلا من اقامتها في فندق صغير من الدرجة الثانية, كما يتطلع الاتحاد بعد زيادة ميزانيته الى تكثيف الدورات وتنويعها حسب خبرات المراسلين والمحررين والصحفيين العاملين في أجهزة الاعلام العربي.