Monday 3rd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 17 محرم


رأي الجزيرة
نتنياهو يسعى لتحقيق هدفين بضربة واحدة

تتزايد الاشارات القوية الى ان حكومة نتنياهو تجتهد لاستغلال الاسبوعين الباقيين على موعد الانتخابات النيابية في تكثيف النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة كورقة انتخابية رابحة يمكن ان تفرض له اصوات جميع الناخبين المستوطنين واصوات جميع اعضاء الاحزاب المتشددة التي لا تنادي فقط برفض قيام دولة فلسطينية بل وتنادي باستئصال الوجود الفلسطيني في الاراضي التي ما زالت محتلة او صارت الى مسؤولية السلطة الفلسطينية لتحقيق الحكم الصهيوني القديم الذي من اجله حيكت مؤامرة اغتصاب فلسطين واقامة الكيان الصهيوني فيها وهو - الحلم - بناء اسرائيل الكبرى .
امس - كأقرب مثال - قرر ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زيادة عدد الوحدات الاستيطانية التي ينوي تسويقها للبيع في جبل ابو غنيم جنوبي القدس المحتلة من (1050) وحدة الى (1300) وحدة,, وكان قد تم التصديق على العدد الاول الشهر الماضي.
وقالت مصادر ديوان رئيس الوزراء امس ان العمل في بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية المحتلة سيبدأ الاسبوع المقبل!.
واضافت هذه المصادر ان هناك مشاريع استيطانية اخرى في القدس المحتلة ينوي نتنياهو الاعلان عنها واطلاق العمل فيها عشية الانتخابات النيابية اي مساء يوم 16 مايو الحالي حيث ستجري الانتخابات في صبيحة اليوم التالي 17 مايو!.
ومن جهتها خصصت بلدية القدس عشرات الملايين من الشيكلات لافتتاح مكاتب لها ولوزارة الداخلية الاسرائيلية في مبان انشئت قبل عشر سنوات مضت كانت لاستخدامها كمدرسة ثانوية!.
وعلى صعيد هذا النشاط الاستيطاني المكثف والمتسارع، فقد قامت الجرافات الاسرائيلية امس بتسوية (4000) دونم تمت مصادرتها الاسبوع الماضي من قريتي شونا وكفر اللبد الفلسطينيتين بقصد توسيع حدود مستوطنة افنى جيفتش التي تقع في محافظة طولكرم بالضفة الغربية!.
وتشمل تسوية الاراضي المصادرة شق طرق داخلية جديدة وتمديد خطوط مياه تمهيداً لبناء وحدات سكنية تحول المستوطنة الى مدينة اسرائيلية على غرار مدينة ارئيل في نابلس!.
وهكذا نرى رأي العين ان حكومة نتنياهو تستهدف بهذا النشاط الاستيطاني المتسارع جميع اراضي المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية والتي لم تخضع لها بعد ولا سيما في محافظات الخليل وجنين المحاطة بأربعين مستوطنة، وكذلك محافظة سلفيت ومحافظة طولكرم ويشمل التوسع الاستيطاني قرية يطا في محافظة الخليل.
نخلص من هذا الى ان حكومة نتنياهو تريد بهذا النشاط الاستيطاني المكثف الذي يسبق موعد الانتخابات النيابية باسبوعين فقط تريد تحقيق هدفين بضربة واحدة.
الأول: كسب اصوات الناخبين ليعود رئيساً منتخباً للحكومة الاسرائيلية القادمة.
الثاني: خلق امر واقع لا يمكن لاي حكومة قادمة سواء كان هو رئيسها او غيره ان يزيله من الارض الفلسطينية.
وكلا الهدفين يخدمان - في النهاية - الغاية الصهيونية الاستراتيجية وهي قيام اسرائيل الكبرى والقضاء تماماً على فكرة وأمل ومشروع الدولة الفلسطينية!.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved