مما لا شك فيه ان نجاح العمل في مؤسسة من المؤسسات العامة او الخاصة يعتمد على اداء جماعي، وينبثق هذا الاداء الجماعي عن روح تعاونية متفهمة لطبيعة العمل اولاً، ومعترفة بأن ما تقدمه من عمل هو في مقابل ما تتحصل عليه من مكافآت مادية حددت بموجب تعاقد واضح بين العامل أو الموظف وبين الجهة التي يعمل فيها.
والمؤسف ما نلحظه من جفاء وهروب من قبل فئة من العاملين لا ترى في هذا العمل الذي تقوم به الا الحضور لوقت قصير جل ما يشغل اذهانهم خلال هذا الحضور هو موعد الانصراف, ومثل هذه الفئة تعد من وسائل وأسباب الاحباط وعرقلة العمل ومن مظاهر عدم التفكير في قيمة العمل وأهميته ان اخذ بجدية في سبيل بناء الوطن.
ان العمل قبل ان يكون اداء وقبل ان يكون وظيفة هو روح حيوية متفاعلة نشطة يفترض لمن يقوم به ان يشعر بالمتعة والرضا وأن يقدم كل ما لديه من ابداع وأفكار من اجل إنجاز ما بين يديه وتطويره الى المستوى الذي يساعد في النهاية على سلاسة الاداء وتسخير العمل بصفة عامة من اجل خدمة وراحة الآخرين الذين يعمل من اجهلم, ففي الجامعات والكليات يفترض ان يكون الهدف الرقي بمستوى الطالبات والطلاب وتوفير اكبر قدر ممكن من المعلومات لهم وتسهيل العقبات التي قد يواجهون بها.
وعلى المستويات الاخرى في الدوائر الحكومية فان العمل يجب ان يكون لخدمة المتردد على الهيئة والدائرة الحكومية فيستقبل ويخدم وينجز عمله دون إبطاء او تعقيد.
روح العمل هو ما نفتقده اليوم اذ نجابه عادة بمتنصلين ومتنصلات عن اداء الحد الادنى مما هو مطلوب منهم في مقابل تشددهم وحرصهم الشديد في الحصول على كل الحقوق والمميزات التي يشعرون ان الوظيفة التي يشغلونها تمنحهم اياها.
لعلنا نفكر في تضمين برامجنا الدراسية ما يصحح الافكار الخاطئة عند الكثير ممن يعتقدون ان العمل خاصة في المجال الحكومي هو مجرد تزجية وقت دون انتاج في مقابل الحصول على الراتب غير منقوص.
د, دلال بنت مخلد الحربي