Monday 3rd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 17 محرم


أحسن الله العزاء في أخت الرجال

الحمد لله واهب الحياة,,, الحي الدائم الذي لا يموت,.
ان فقد الناس لأحبتهم,, مصاب,, ولكن أمر الله بالاحتساب (الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
وفقد الأم من أكبر المصائب,, فهي الراعية الواعية للابناء مهما كبروا جسما وفكرا ومقاما,, فيها حنو الشفقة واقدام الايثار,, وصبر يتجلى في الولادة والحمل,, ومن اصدق من الله قولا في وصف حالة الام: (ووصينا الإنسان بوالديه احسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديّ وان اعمل صالحا ترضاه).
هذا الكره الذي تغالب فيه الأم الموت,, وهي في حالة الولادة وتعقب كل صرخة ألم ووجع,, شهقة,, بالفرحة بخروج المولود,, فسبحان الله,, ما أعظم الأم,, كآية من آيات الله سبحانه وتعالى.
صديقنا عبدالرحمن السدحان,, ألم الفراق الابدي موحش,, فيه وحشة جربتها وغيري,, في فقد الوالدين,, وحشة مرعبة أيها النبيل محتدا,, ونسبا,, وخؤولة,, اعانك الله عليها,, ولكن استعن بالله,, فهو وحده المعين الباعث للأمن في النفس,, ولا يعلم خلجاتها إلا هو.
انت ايها النبيل مكلوم,, ومن لا يكون مكلوما في موت أمه,!! انت يا عبدالرحمن رعيت الشويهات,, واستكت بأغصان الزيتون,, فكان فيك قوة وعزيمة,, مثلما الزيتون ضوء وضياء وصبغ للآكلين,, ثم هو رمز عالمي لمسلم والسلام,, سلام الاتقياء.
رحم الله والدك,, فقد ترك لنا ارثا ضخما,, وفاءً منه للفكر والعقل,, فكانت مكتبته الشخصية,, لها مكان الصدارة في نادي أبها الأدبي أقال الله عزلته,.
فهل هناك أجمل من العلم الذي ينتفع به، كما ورث لنا ابنا بارا,, ليس فيه كبير عقوق والحمد لله، بل اخا كريما لعل في اسهاماته في قواعد واساسات الوطن,, ما يقشع الغمة عن نسيان ان في بني اخوالك رماح,, تصلح للادارة والتصحيف.
يا عبدالرحمن ,, البقاء لله والعزاء لك في الأم,, ولنا في عسيرية (ابرة عرب) ربتك على البر,, فكنت نعم الابن البار.
أيها الاخ النبيل,, كرايم النساء تنجب الرجال والنساء,, وام الرجال هي بنت الرجال واخت الرجال,, وما فاطمة امك الا مهرة عربية تحللها شهم,, فولدت شهما عزيز النفس نبيل السجايا,, بارا بأهله,, ومن شابه اخواله فما ظلم,, ومن ورث العلم والحلم من آبائه فقد غنم.
كان وقوفي معك في ابها,, لتلقي العزاء,, واجب الوفاء لأهل الوفاء,, لكن حجم الحب الذي طوقك به المجتمع كبير,, كبير,, حتى من (المكالف) من أرجاء الوطن.
فهنيئا لك كل هذا الحب,!
رحم الله امك,,
وابقى لنا فيك رمزا من رموز الخير والنفع للوطن.
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
محمد بن ناصر الياسر الاسمري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved