Monday 3rd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 17 محرم


يارا
عشاق مضاوي
عبدالله بن بخيت

كاد مشاري ينسى صاحبة ياعيوني التي حدثته بالتلفون, ولكن، كما قلنا، فالشاب لايترك الآمال مهما تضاءلت وهو محق في ذلك، اذ بعد ايام قليلة اتصلت مرة اخرى، وبعد قليل من الكلمات المتلعثمة اعتذرت بأنها مخطئة في الرقم وقطعت الخط, ورغم تماسكه وقدرته على ضبط النفس فهو معتاد على مثل هذه المناورات البناتية الا انه شعر بارتباك خفيف يهز عموده الفقري, فهو نفس الصوت السابق، لم يستطع ان يفعل شيئاً سوى الانتظار, والانتظار بالنسبة له واحد من التكتيكات الاساسية في الانجازات التأوهاتية, وفي آخر الليل من نفس اليوم جاءه صوتها مرة اخرى، ولكنها اعتذرت بسرعة وقطعت الخط دون ان تسمح له بطرح الاسئلة, وبعد عدة ايام اتصلت ولكن في هذه المرة قدمت خليطاً من المماحكات والضحكات والصمت الذي تقتحمه بعض التنهدات وبعد ان اشتعلت منابع الحرقات في خياله سمحت له بطرح بعض الاسئلة وهي تجيب على بعضها وتترك بعضها الآخر, فارتبك الشاب ايما ارتباك واصبح بعد ذلك ينتظر مكالمتها حتى تحولت الى شبه عادة, ولكن دون مواعيد محددة, تتصل به يوماً وتهمله اياماً ثم تعود اليه, فتحققت بينهما ألفة كبيرة وتغلغل كل منهما في وجدان الآخر حتى اصبحت تلتمس الاعذار على الغيابات.
واخيرا بعد شهرين او ثلاثة اعطته اسمها واخذت اسمه, فتوطدت علاقة متينة بينهما.
وبدأ الشاب يتخيل حبيبته الجديدة بخليط من نساء السينما فيأخذ من هذه عيونها ومن تلك شعرها ومن الاخرى جسدها ويركّب المرأة التي يريد ثم يترك إجراءات الدمج النهائي لخياله المعد أصلا لمثل هذه المهام, دخل الحديث بينهما الى اعماق القلب وراح يجول في تجاويف الوجدان السحيقة, حتى بلغ حريقه اطراف الجسد ويمكنك ان تسمع الحرقات والآهات والتأوهات لو وضعت اذنك على اي سلك تلفون يجوب مدينة الرياض.
بالطبع وقعت الفتاة في حبه هي ايضا لانها قررت ان تبعث له بهدية ولكنها لاتعرف السبيل الى ذلك, وعندما تلح على الهدية كان مشاري يقول ، صادقا، ان اجمل هدية هو ان اسمع صوتك ياعيوني, وبعد ايام اتصلت به وهي في غاية الفرح وقالت ستصلك الهدية قريباً.
كاد الشاب ان يصاب بالجنون, فهذا يعني ان عهد الوصول قد ازف والهدية شيء مادي لا بد ان يعبر خلال الايدي غير هذا الكلام الذي يتطاير في الهواء اذا خرج من اسلاك التلفون.
قالت بعد تلكؤ وميوعة تذيب الحجر: اكتشفت ان اختي من ابي لها صديق يدرس معك في المدرسة, وهذا افضل سبيل لتوصيل الهدايا والخطابات اذا لزم الامر, سأعطي اختي الهدية الليلة وستكون بين يديك بعد غد إن شاء الله, وطلبت منه ان يتعرف على هذا الشاب, واعطته كافة اوصافه حسب وصف اختها طبعا، وفصله وسنته الدراسية وطلبت منه ان يثق فيه فهو حبيب اختها ومتعاهدان على الزواج.
كان الشاب الآخر في شوق للتعرف على مشاري فهما في الواقع عدلاء بالمغازلة والتلفون وبينهما شجون وآهات عائلية مشتركة.
وفي اليوم التالي تقابل الشابان وتبادلا الشجون والآهات وأصبحا صديقين حميمين لا يفترقان الا اذا رن جرس انتهاء الفسحة.
بعد غد ستقرأ إن شاء الله آفاق هذا الحب وبطلته مضاوي التي اصبحت في وقت قياسي حديث مراهقي الرياض وضواحيها.
لمراسلة الكاتب
F- MAIL: ALBAKEET * SUHUF. NET. SA
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved