عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم
ان السبب في ضعف العلاقات بين الناس من الاقارب والاصدقاء وسائر فئات المجتمع المسلم هو البعد عن تعاليم ديننا الحنيف، وعدم تطبيقنا لهدي ديننا من الكتاب والسنة فالكثير من الناس انما يحبك لما عندك من المال او الجاه او المنصب او نحوها، فاذا ذهب شيء من ذلك ذهبت معه المحبة.
وهذه محبة زائفة زائلة، مخالفة لابسط المبادىء الكريمة، فديننا الاسلامي الشريف جعل من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله الرجل يحب الرجل لا يحبه الا في الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ,,,ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه ، وقد جاء في ديننا الاسلامي الامر بصلة الرحم، والاحسان الى الاقارب واذا احسنت الى اقاربك او الى غيرهم فلا تنتظر مكافأة، او مقابلة ذلك الاحسان باحسان، بل قدم ذلك الاحسان وتلك الخدمة وانت مؤمن انه لا يرد اليك اي مقابل، ولا حتى كلمة شكر.
فقد جاء في الحديث ان رجلاً قال للرسول عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي، فقال صلى الله عليه وسلم لئن كنت واياهم كما تقول فكأنما تسفهم المل ، والمل هو الرماد الحار,فعلينا ان نحسن الى الناس عموماً، محبة في الاحسان ورغبة في فعل المعروف، لا على سبيل المكافأة او المجازاة، فقد جاء عن بعض الخلفاء انه قال: لو يعلم الناس محبتي للعفو لتقربوا الي بالاساءة، فقائل هذا القول اصبح العفو عنده سجية وطبيعة، يرتاح لها وتطمئن اليها نفسه، لدرجة انه اصبح يحب الذين يسيئون اليه ثم يعفو هو عنهم.
كما ان على من يحسن الى الناس ويرتبط بعلاقات معهم الا يعتبرهم اصدقاء، بل معارف اي انهم اناس يعرفهم ويعرفونه فقط، لا انهم اصدقاء واحباء ينتظر منهم رد الجميل والشكر على المعروف والاحسان، ومبادلة الكرم بالكرم والطيب بالطيب,فاذا رسخت هذه المبادىء لدى الشخص وتقررت عنده اصبح الاحسان والعلاقة الطيبة لديه مبدأً ثابتاً وبناء شامخاً، لا تزعزعه الايام ولا توهنه الحوادث، وبهذا المبدأ نبني علاقاتنا مع الناس على مختلف فئاتهم وانواعهم، وقربهم منا وبعدهم عنا ونحوز الثواب من الله، ونكسب المحبة من الله ثم من خلقه.