Monday 3rd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 17 محرم


إلى المهووسين بالمغازلة
تبّاً لكم ماأحقركم!

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طالعت في العدد رقم 9700 مقالا بقلم الاخ فهاد مبارك ضحيان بعنوان (معاكسة الفتيات) وهو نبذ ونقد لهذه الظاهرة القديمة الحديثة وأنا هنا أحب ان اكتب هذا المقال لاخوتي المعاكسين علّهم يستفيدون ويرتدعون ويقلع - ولو البعض منهم - عن هذه الممارسة السلوكية الخاطئة, وما دفعني لكتابة - هذا غير النصح والارشاد - هو قلة ما كتب هم هذه الظاهرة, أتصلت هاتفياً بأحد زملائي ذات ليلة فردت على الهاتف أخته وما أن قلت لها السلام عليكم حتى اندفعت تمطرني بوابل من كلمات الغضب الجارحة، فحاولت ان افهمها قصدي ولكنها لم تعطني فرصة واستمرت تقذفني بأقذر الكلمات وأبشع الصور والتشبيهات وبعد محاولات ومد وجزر معها استطعت ان اهدئ من عصبيتها وأكبح جماح غضبها فأخبرتها من أنا وأفهمتها ماذا أريد، عندها تأسفت مني واعتذرت وقالت: لا تلمني يا أخي حسبتك احد هؤلاء الشباب المزعجين المعاكسين، فقد ازعجونا بكلماتهم وتصرفاتهم البذيئة، وجعلونا لا نعرف للراحة طعما لا في البيت ولا في الشارع ولا حتى في المدرسة، وبعد ان قبلت اعتذارها أقفلت السماعة وجلست افكر بما قالته عن مشكلة معاكسات الشباب للفتيات وتذكرت تلك الطرق الملتوية التي يسلكها الشباب لمطاردة (بنات الحلال),أعترف أننا نحن معشر الشباب نطارد البنات بطرق شتى منها مضايقتهن في الاسواق العامة والشوارع والممرات ومنها مضايقتهن عند مدارسهن ومنها مضايقتهن بالهاتف وبأوقات مختلفة حتى عند أذان الفجر لم يسلمن من شرنا, فلماذا يفعل الشباب هذا؟ تعالوا - معشر الشباب - نعالج الموضوع ونناقشه ببعض الروية علّنا نخرج بنتيجة:
- يركب احد الشباب سيارته القيمة من السيارات الفارهات ويبدأ بمعاكسة الفتيات ومضايقتهن بالاسواق والشوارع بعد ان يكون قد لبس احسن لبس وأشيك موضة وموديل وعندما تسأله لماذا تفعل هكذا؟ يقول: لان بنات هذا الزمن ينجذبن وراء السيارة (الكشخة) والمنظر الانيق! مسكين انت يا أخي: ألا تعلم بأنه لن يندفع وراء (الكشخة) كما قلت إلا السافلات الساقطات واما الكريمات العزيزات الشريفات فلا يهمهن المظهر بل يهمهن الاخلاق والجوهر.
أحد الشباب تجده يوميا يحلق ذقنه ويسرح شعره عند ارقى الصالونات ويدهن يديه ووجهه بأروع الكريمات والدهونات والمكياج وعندما تسأله: لماذا تفعل هكذا؟ يقول: لانني ذاهب للتمشية في سوق النساء وأمام مدارس البنات حتى اجذب انظارهن إلي وأسرق عقولهن واسبي قلوبهن بجمالي! مخطئ - والله - يا أخي لان الفتاة بطبعها ناعمة لا تريد إلا خشنا يكمل شخصيتها ولو أرادت أن تحب شخصا ناعما لاحبت صديقتها وزميلتها وغازلتها بدلا منك وان نظرت إليك فلا تظنها اعجبت بك,, بل تنظر لك نظرة سخرية وازدراء,نوع آخر من الشباب يتصل هاتفيا باحدى البنات او يكتب لها رسالة يقول لها: أنا مفتون بك، سأكون خادمك، ليتني طفلا عندك، ليتني بابا تلامسيني، ليتني قلما تمسكيني، وليتني وليتني ويصغر نفسه عندها إلى اصغر درجة,, وعندما تسأله لماذا تفعل هكذا؟ يقول: حتى تحبني وأتمكن من قلبها وأحظى بلطفها وحبها, تباً لك يا أخي ما أحقرك، فالفتاة يا أخي لا تريد خادما ذليلا أو طفلا صغيرا أو جماداً,, تريد رجلا شهما شجاعا له شخصية مستقلة وإرادة قوية وبصيرة نيرة وثق تماما بأنها إذا طاوعتك إنما تلهو بك وتتسلى لا أكثر ولا اقل, وآخر من الشباب يتصل باحدى الفتيات قائلا: انا فلان الفلاني (يغيّر اسمه) اشتغل بالمنصب الفلاني واملك السيارة الفلانية وأهلي يملكون الشركة الفلانية من البلد الفلاني وابن عمي الرئيس الفلاني وكله كذب في كذب، وعندما تسأله لماذا تفعل هكذا؟ يقول: حتى تنخدع بي وتصدقني فتحبني وأملك قلبها وعقلها, مريض يا أخي - أطلب الله ان يعافيك - فلن يصدقك ويمشي معك إلا الساقطات والمسترزقات، لان الفتاة الشريفة لا يهمها من تكون عائلتك ومناصب اخوانك وأقربائك، بل تهمها انت وأخلاقك وجوهرك! ثم هل فكرت لو اكتشفت ذلك كيف سيكون لون وجهك؟
صنف آخر من الشباب عندما تسأله لماذا تطارد البنات؟ يقول لاني اريد الانتقام منهن فجميع البنات غدارات خائنات كاذبات, مخطئ يا أخي فإذا انت خدعت من واحدة فلا تعمم الخيانة والخداع على جميع البنات فأصابع يدك ليست سواء كما قال المثل, فصحيح انه يوجد الفتاة الكاذبة المخادعة ولكن في نفس الوقت يوجد فتاة شريفة صادقة ذات اخلاق عالية، فلا تظلم جميع البنات بتعميمك هذا وحكمك، ثم لاحظ انك بهذا التعميم الجائر تظلم اناسا قريبين لك وعزيزين على نفسك دون ان تدري، وحتى اقرب لك الصورة أكثر اسألك سؤالا واحداً وأريد منك الاجابة بصراحة امك، أختك، هل هي غادرة كاذبة؟ اجب ولا تتلعثم وتراوغ.
فيا إخواني الشباب اتركوا هذه التصرفات وابعدوا عنها وبدلوها بتصرفات على النقيض تماما.
شجعوا البنات على تدارس كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وشدوا من أزرهن وشجعوهن على الفضيلة والعلم والقراءة والاعمال الصالحة وذلك بغض ابصاركم عنهن والابتعاد عن معاكستهن ومضايقتهن واحترام آرائهن وعندها ستزدادون قدراً عندهن وسيزداد اعجابهن بكم عندما يرينكم رجالا تحملون معاني الرجولة من خشونة وشجاعة ورأي صائب وفضيلة وكرامة ودين وخلق، وتذكروا كيف كان اسلافكم المحبون تذكروا ابن شداد وجميل بن معمر وكثيّر وقيس بن زريح وعروة بن الحزام وأبو فراس الحمداني تذكروا ماذا كانوا يملكون؟ وكيف كانوا يحكون؟ وكيف كانوا يتصرفون؟ وما هي سير حياتهم مع من أحبوا؟ وتذكروا بأنكم أنتم سبب انحراف بعض الفتيات وقد تسألون كيف ذلك؟الفتاة رقيقة عاطفة، سريعة التصديق، فمن خلال كذبكم عليها وصفكم للكلام وتنميقه تستميلون عاطفتها وتغررون بها وتساندون تغريركم بها بالكذب والمدح والاطراء فتندفع نحوكم اكثر, فلو ترك كل منا هذا لما انحرفت بعض البنات واستجبن لمعاكساتكم, قد يقول بعضكم: إذا أنا تركت هذا فستذهب هذه الفتاة لغيري وتنحرف معه فأقول له: لو كلنا - كشباب - تركنا هذه التصرفات فلن تجد الفتاة - مهما غوت - احداً تنحرف معه وبالنهاية ستستقيم وتلتزم بالمبادئ غصباً عنها,, والله من وراء القصد.
سعود بن عماش الشمري
طريف

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved