عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعم لمن قال بان العمر ارقام وعدد، فسنظل نحسب الايام والسنين وهي كذلك تحسبنا وكلما مضى يوم او شهر او سنة فان هذايعني لك ايها الانسان انه قد ذهب بعضك وعندما تحين ساعة الفرقى ستعلم حينها ان كلك راحل فما أشبه ايام العام وشهوره بسنوات عمر الإنسان وطوبى للمعتبرين برحيل الايام وجريها نحو البعيد.
ان كل فرد منا وخصوصاً اصحاب المشاعر الجياشة سيجد نفسه مرغماً هذه الايام يرنو الى مكتبته يتأمل كيف طوى هذا العام صفحته وعلى أي حال طواها وسيمر شريط ذكرياته للعام الذي رحل بكل آلامه واحلامه وافراحه واحزانه.
وكثيرة هي الدروس والعبر التي سيخرج بها كل متأمل في رحيل عامه اولها انه اذا تذكَّر ما سره من عمل خلاله عزم على مواصلته وان رأى ماكدر خاطره واوجعه وكل امرىء خطاء فانه يرى لزاماً عليه تصحيح امره وهذا نفس الطموح وروح المتفائل وما منا الامجتهد ومفرط.
فمرحباً بالعام الجديد ومرحباً بكل التطلعات والآمال الوليدة والمتجددة ومرحباً بصفحة جديدة ومشرقة من سنوات العمر بعون الله ولكي تبدو الحياة سعيدة وهانئة مرسومة على الشفاه ومطبوعة على القلوب لابد لنا ان نبعث النفوس الجديدة في اجسادنا كي نكون قادرين على تعويض ماخسرنا وجبر ماكسرنا وترميم ماهدمنا في كل جوانب حياتنا وكذلك الاستمرار في كل صنيع زادنا بشرى وتقوى وفرحاً وأملاً.
مرحباً بالعام الجديد ومرحباً باشراقته وكم سنكون سعداء اذ سنكون اكبر في العقل والتجربة واقوى على بسط رداء الحب ليكون ارحب واتم وان كنا نؤمن بان الحياة كلها تعب فلن نجعل تشاؤم ابي العلاء المعري يسكننا ولن نسأم العيش كزهير بن ابي سلمى وان عشنا عمر لبيد بن ربيعة سنجد ان للحياة لذة وللعيش سعادة وسنظل ندعو المولى ان يملأ قلوبنا بالتقوى والايمان وهنا مكمن ومفتاح سعادة الانسان حتى نلقاه عزوجل وهو راضٍ عنا.