عزيزتي الجزيرة
تحيه طيبه وبعد
قرأت على صفحة العزيزة مقالاً للاخ/ محمد صالح الداود في العدد رقم 9675في 9 من ذي الحجة 1419م 26 من مارس آذار 1999م تحت عنوان العقاب لطلاب المدارس واردت ان أدلي بدلوي حول هذا الموضوع مؤكداً مقولة الاخ الكريم،ومبيناً وجهة نظري الشخصية بصفتي احد التربويين العاملين في مجال التدريس, اقول وبالله استعين: إن النظريات التربوية الحديثة تنفي نفياً قاطعاً استخدام الضرب وسيلة للتعليم وتؤكد في الوقت نفسه سلبية وضرورة هذا الاسلوب وانعكاساته الخطيرة على العملية التعليمية, ونحن في هذا المجال لا نعدم طرقاً ووسائل اخرى توصلنا الى هدفنا المبتغى, واذا اردنا الا ننساق كثيراً وراء النظريات التربوية التي منشأها الغرب وان كانت الحكمة ضالة المؤمن - والتفتنا الى تراثنا العربي والاسلامي لوجدنا ما يرسم لنا الطريق السوي السليم ويوجهنا الوجهة الصحيحة، ويوجِّد لنا نظريات تربوية نتبعها ونأخذ بها ونحن مطمئنون اليها, فهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:(ماكان الرفق في شيء إلا زانه، ومانزع من شيء إلا شانه), ونجد في سياسة معاوية رضي الله عنه وتلك الطريقة القيادية طريقة تربوية فيها الحزم في غير شدة، واللين في غير ضعف حيث يقول:(إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا اضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت, فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: كنت اذا مدوها ارخيتها واذا ارخوها مددتها), فهذه المراوحة بين الشدة والرخاء، واستخدام الاسلوب الالين والاقرب الىكسب القلوب كلها مبادىء لو استخدمها المربي لنبذ العصا بعيداً عنه ولذهب الضرب الى غير رجعة، وفي النهاية احتفظ للمربي بحق مقنن في استخدام العصا يكون للتأديب في غير تعذيب في حالات قصوى.