ثغرات الاحتراف ونقاط ضعفه وسلبياته لا تنحصر بلوائحه القديمة ولن تلغيها تعديلاته الجديدة وانما تكمن في اسلوب تنفيذه وامكانية تطبيقه على ارض الواقع!!
ولنا في تجربة السنوات السبع الماضية اكبر دليل على ان العلة الحقيقية تبدأ وتنتهي وتتأكد تماماً في كيفية التعامل مع هذا النظام مهما اكتملت وتطورت بنوده ومحتوياته ونصوصه على الورق!!
السنوات السبع علمتنا ان احتراف اللاعب سوف يظل ناقصاً ومعطلاً ما دام الاداريون والمشرفون والمراقبون عليه في الاندية من الهواة والمتطوعين غير المتفرغين,, وان الرواتب والبدلات تتأخر شهوراً طويلة وليس اياماً,, وان تقييم الرواتب يتم باسلوب ارتجالي وحسب الواسطة والمزاج وطبيعة العلاقة الشخصية مع ادارة النادي,, وان النادي يدفع احياناً ملايين الريالات ثمناً لانتقال لاعب دولي سعودي ربما يغيب عن ناديه للمشاركة مع المنتخب معظم مدة العقد,, وان بعض الاندية تتلاعب بحقوق اللاعب المحترف السعودي وغيرالسعودي لدرجة ان عدداً من غير السعوديين اضطروا غير مرة لمخاطبة الاتحاد الدولي,, هذه وغيرها الكثير لا تستطيع لائحة الاحتراف القديمة او المعدلة ان تحقق بسببها شيئاً متقدماً ومفيداً!!
بدلاً من الانشغال بالتعديلات الجديدة وتداول الحديث والمناقشة حولها هنالك امور جوهرية مهمة تتعلق بهموم الاندية والظروف التي تساعدها على تطبيقه كما ينبغي او كما تنص عليه اللائحة,, اهتموا بهذه الامور اولاً وعالجوها قبل اي شيء آخر وساعتها سوف يكون للتعديلات قيمة وللحديث معنى!!
الأهلي في ورطة أفراحهم!!
جاء تأهل الاهلي للمباراة النهائية مثيراًومدوياً للعموم,, نصفهم من بني هلال الكثر تألموا وتحسروا على ما آلت اليه الامبراطورية الزرقاء,, في حين اعلنت لدى النصف الآخر حالة الفرح العارم واختلطت فيه كل الالوان والشعارات والانتماءات ليس حباً في الاهلي وتعاطفاً معه وانما لشيء ما في نفوسهم يجعلهم دائماً وابداً في موقف الضد لكل ماهو هلالي!!
بين الهلال والاهلي,, خسر الاخير مباراة الذهاب على ارضه ووسط جماهيره لانه لم يكن وقتها طبيعياً ولم يقدم لاعبوه ونجومه جزءاً من امكانياتهم الهائلة ثم بدأ لقاء الاياب بالرياض بذات الايقاع فكاد ان يخسر التأهل للنهائي بوقت مبكر لو كان خصمه فريقاً آخر غير الهلال يستطيع ان يستثمر هذه الاجواء لصالحه,, بيد ان كل شيء تغير مع نهاية الشوط الاول وانقلب لوضع آخر ومغاير عما كان عليه ليس لان الاهلي استعاد توازنه ولعب بمستواه الحقيقي وانما لان الهلال لم يكن ذلك الفريق الجدير اساساً بالتأهل على الرغم من توفر كل العوامل والمؤشرات لفائدته سواء بنتيجة الذهاب او في الاحداث التي شهدها شوط المباراة الاول من لقاء الاياب!!
تأهل الاهلي على اثر فوزه بثلاثة اهداف لهدف سيكون انتكاسياً له في النهائي اذا ما شعر لاعبوه ومسيروه انهم حققوا انجازاً خرافياً باقصائهم للهلال هذا الفريق المتواضع الذي لم يعد يملك في وقتنا الراهن شيئاً يجعله في عداد الاقوياء والابطال او على الاقل المؤهلين للصراع والمنافسة على صغير البطولات قبل كبيرها!!
ما فعله الاهلي بالهلال كان سيتحقق افضل منه وفي وقت مبكر على يد اي فريق آخر حتى تلك التي لم تتأهل للمربع الذهبي كالنصر والاتفاق والرياض والطائي والنجمة,, بل الاهلي كان محظوظاً بمواجهته لفريق الهلال الاسهل من الاتحاد والشباب,, الامر الذي يجبره على تغيير الكثير من حساباته حين يلتقي الاتحاد الافضل والاقوى من الهلال!!
أنقذوا عزيز قوم ذل!!
ما سبق ان قلناه عن الهلال في كأس الاتحاد وتصفيات العين الآسيوية وكأس سمو ولي العهد وان سقوطه متوقع بين لحظة واخرى هاهو يتأكد اليوم بعدما اكتملت فصول العجاف الاربعة!!
هلال هذا الموسم تحول الى فريق ممسوخ في كل شيء,, في هويته المفقودة,, في ادارته الفوضوية,, في غطرسة لاعبيه الذين صدقوا انهم نجوم لا يشق لهم غبار,, في العجز عن اكتشاف امراضه المستوطنة,, في عدم احترام قدرات وطموحات وتطورات الآخرين,, في عقدة استعجال النتائج والاهداف والنجوم,, في سلبية تعامله وانفعالاته وسوء تقديره للمدربين والنجوم غير السعوديين الذين تعاقبوا عليه,, في ازمة الثقة والاصرار على استحضار الماضي على حساب فهم الواقع وادراك الحاضر وبناء المستقبل!!
ما يجري حالياً في الهلال صورة كربونية مشابهة تماماً لما سبق ان مر به وعانى منه الاتحاد سنوات طويلة,, حيث سيطرت على الاتحاديين آنذاك آفة المكابرة في شتى تعاملاتهم واستيعابهم لانفسهم,, ووقتها ولهذا السبب لم تشفع لهم اموالهم وتعاقداتهم ومعسكراتهم وزخم نجومهم في احراز اية بطولة من البطولات الرسمية المعروفة,, لمجرد انهم كابروا وبالتالي ضيعوا على انفسهم فرصة اكتشاف ان اخفاقاتهم المتتالية تكمن في ادارة النادي التي تبقى دائماً وابداً الاصل والفصل في حلو النتائج ومرها,,!!
في الهلال,, لاحظوا الجندلة المتكررة لجموع المدربين المرموقين,, والصياغة المبتذلة لسيناريو المسلسلات الهزلية للمحترفين غير السعوديين والتي تمنح البقاء والبطولة للسيئين والمغادرة والطرد للبارعين,, لاحظوا الاستسلام لتهاويل نجوم الورق وضجيج الزعامة والتاريخ,, لتتأكدوا ان هلال اليوم لا يختلف عن اتحاد الامس في تعاطي المكابرة وتكريسها بقوة لافتة وعناد مستديم باتجاه الممارسة الادارية غير القادرة على ادراك حجم اخطائها اولاً,,فهل يعقل ان تكون مؤهلة لادراك وترويض اخطاء غيرها؟!!
بصراحة!
يحق للامير عبدالرحمن بن سعود -مثلما يحق للآخرين- ان يقول رأيه ويعبر عن وجهة نظره لكن بعيداً عن اسلوب التهجم والتهكم الذي عادة ما يستخدمه لتشويه صورة كل من يخالفه الرأي,, لدرجة انه لا يتردد بتقريع هذا والاساءة الشخصية المباشرة لذاك على مرأى ومسمع من كل الناس عبر قنوات الفضاء واثير الاذاعات التي لا تتوفر فيها حرية الفرص المتكافئة!!
لقد تربينا في مجتمعنا السعودي على احترام الآخر اياً كان,, ومسألة ان يتولى شخص بمكانة وحجم الامير المثير شعراً ونثراً عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز مهمة تجريح شرائح كبيرة ورموز محترمة من هذا المجتمع المتماسك بلا مبرر وبصوت مسموع للقاصي والداني,, للاعداء قبل الاصدقاء فهذه تجبرنا على ان نكون صادقين ومخلصين ومنصفين مع سموه لنطالبه بان يعيد النظر في منهجه هذا الذي يكاد ان لم يكن قد افسد بالفعل للود قضية!!
نقولها - بكل امانة- لاننا نؤمن بأهمية التقدير والاحترام داخل المجتمع مهما اختلفت الانتماءات الرياضية,, ولاننا لسنا ممن يتلذذون في ابتساماتهم ويباركون في مداخلاتهم اشعال نار التفرقة والايذاء والتعصب!!
غرغرة
* وصول الاهلي والاتحاد للمباراة النهائية استحقاق منطقي للاثنين واثارة جماهيرية استباقية نأمل ان يتوجها العملاقان بامتاع كروي يختلف عن ذلك الفقر الذي عادة ما يغلف مواجهاتهما التنافسية الخاصة!
* يبدو ان الهلاليين تأقلموا كثيراً مع اخطاء التحكيم لذلك لم يعلق احد منهم او يعترض على ما ارتكبه ثلاثي التحكيم ضدهم في المباراة الاخيرة.
* اجتماع الطائيين هذا المساء فرصة مناسبة لقراءة المستقبل عن طريق المصارحة في كشف الاوراق الظاهرة والباطنة!!.
* ما يقدمه سوزا للاهلي وبهجه للاتحاد تعرية حقيقية وفاضحة لقرارات الامزجة ولتقديرات الهلال الفوضوية في تسريح النجوم!!