Monday 3rd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 17 محرم


شكوك أوغندية عميقة إزاء اتفاق سرت للسلام في الكونغو الديمقراطية

*كمبالا- د ب ا
كان الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني دائما على وفاق مع مؤسسة الحكم الرواندية منذ الاطاحة برئيس الكونغو الراحل موبوتو سيسيكو من سدة الحكم في ايار/ مايو عام 1997، غير ان بروز الخلاف بين الجانبين الشهر الماضي اثار حيرة المحللين.
فقد اصبح رئيس الكونغو لوران كابيلا، الذي تلقى مساعدة من رواندا واوغندا للاطاحة بموبوتو، عقبة امام الدولتين بنفس السرعة التي اكتسب بها صداقتهما.
وتقول رواندا واوغندا ان السبب الرئيسي وراء دعمهما للمتمردين الذين يقاتلون حكم كابيلا هو اخفاق الرئيس الكونغولي في تأمين حدود الدولتين ضد هجمات المنشقين التي يشنونها انطلاقا من شرق الكونغو, لذا فإن اتفاق السلام الذي وقعه في ليبيا رؤساء كل من اوغندا والكونغو وتشاد واريتريا اثار حيرة الكثيرين, ولم يحضر مراسم توقيع الاتفاق لا الحكومة الرواندية ولا المتمردون.
ولم تلُح حتى الآن اي بوادر على سحب اوغندا قواتها من الكونغو, وعلى الرغم من توقيع موسيفيني على الاتفاق في مدينة سرت الليبية في الثامن عشر من الشهر الماضي، فإنه يبدو مستعدا لمواصلة الحرب مثله مثل الروانديين.
وكانت الجهود الدبلوماسية التي بذلت مؤخراً لانهاء الحرب قد ذهبت ادراج الرياح, فقد رفض المتمردون حضور مؤتمر السلام الذي عقد بالعاصمة الايطالية روما كما اداروا ظهورهم لمؤتمر آخر مقترح في نيروبي وقالوا انهم يريدون بدلا من ذلك اجراء محادثات مباشرة مع كابيلا.
وفي حديث له لهيئة الاذاعة البريطانية قال وزير الخارجية الاوغندي اماما مبابازي ان ثلاثة فقط من اطراف النزاع وقعت الاتفاق هي الكونغو واوغندا وتشاد.
واضاف انه تبعا لذلك فإن الاتفاق يشمل فحسب ما ترغب اوغندا في ان يحدث في الكونغو لكنها لن تسحب قواتها حتى تضمن تأمين حدودها ونشر قوة حفظ سلام محايدة على حدودها المشتركة مع كينشاسا.
اما وأن الوضع كذلك، فإن حيرة المحللين تبقى ازاء مشاركة موسيفيني في قمة السلام في سرت بليبيا.
وقبل يوم واحد من ركوب موسيفيني الطائرة في طريقة الى ليبيا في السابع عشر من الشهر الماضي، كان زعيم المتمردين ايرنست وامبا ديا وامبا ومنافسه السابق جين بيير بيمبا يضعان استراتيجيات جديدة للتعاون على جبهة القتال فور تسوية خلافاتهما.
وصرح الزعيمان لوكالة الانباء الالمانية (د ب ا) في كمبالا بأن قواتهما نجحت في تطويق عدد من الحاميات الحكومية.
كما صرح صحفي اوغندي محنك للوكالة بقوله: كانت النغمة التي دأب موسيفيني على ترديدها دوما هي الحاجة الى الاعتراف بقيادة المتمردين وضمهم الى دائرة الحوار, لقد كان هذا موقفه الثابت وليس بوسعه التخلي عن اصدقائه الروانديين .
واضاف الصحفي الاوغندي كان توجه موسيفيني لليبيا بهدف واحد هو تغيير الصورة التي يلصقها به خصومه السياسيون الداخليون بأنه يتاجر بالحرب، لكنه بالتأكيد لايثق بكابيلا مطلقا فما بالك بالاتفاق ؟!.
ويقول نسادهو بازوجا وزير الاعلام الاوغندي والمتحدث الرسمي باسم الحكومة في كمبالا انه ماتزال للاتفاق بعض القيمة, ويضيف لنتح له الفرصة ليأخذ مساره, ومن الأفضل دائما ان يتحلى المرء بالتفاؤل .
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved