Monday 3rd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 17 محرم


أضواء
الحرب العنصرية تتسع دوائرها

من اكلاهوما في أمريكا الى فرانكفورت في ألمانيا، الى بالي في البوسنة مرورا في برتشينا في كوسوفا، وصولا الى لندن في بريطانيا وقبل ذلك في ايرلندا,, حروب عنصرية ومواجهات طائفية مبعثها عقول مريضة، ونفوس مضطربة تتصور تميز جنسها او عنصرها على العناصر الأخرى,, والنتيجة سقوط آلاف القتلى وتشريد الملايين، وتدمير المدن وتخريب الدول.
في اكلاهوما دفع التصعب وكره الأجناس الأخرى من غير البيض السكسونيين الى تشكيل جيش وتدبير عمل تخريبي هز الأمن الأمريكي الفدرالي، إلا انه لم يهز المجتمع الأمريكي الذي سرعان ما نسي حادث اكلاهوما الإرهابي وعاد ينشغل بما يثيره الساسة,, وفضائح الرئيس من جونز الى موينكا.
وفي ألمانيا يختلط التصور الخاطىء بالتميز بقلة فرص العمل وتفشي البطالة ويتحول الجميع الى كره الأجانب فتحرق منازلهم ومعسكرات إيوائهم فيشوى غير الألمان في الغربة لأن حظهم وفقرهم جعلاهم يذهبون إلى ألمانيا فيموتوا حرقا,,!!
في فرنسا الموت طعناً بالسكين أو برصاصة,, والسبب الكره العنصري، أما في البوسنة والهرسك,, وكوسوفا الآن، فالعزل العنصري وإبادة الجنس بسبب الدين,, فالأرثوذكس الذين يزعمون بأنهم الأكثر تسامحاً من بين المسيحيين يمارسون الجزارة بحق المواطنين المسلمين ولا ندري هل التعصب القومي الصربي هو السبب,, أم المذهب الأرثوذكسي,,؟!
أما في بريطانيا وإن كانت الحرب الأهلية التي شغلت ايرلندا وبريطانيا معاً سنين طويلة بسبب الصراع الطائفي بين الكاثوليك والبروتستانت وهو ما يعرفه الانكليز والايرلنديون معاً فإن الذي فوجىء به الانكليز هذه الأيام الحرب العنصرية التي اخذ يشنها المتعصبون والذين شكلوا فرقة أسموها بالذئاب البيض لمهاجمة كل إنسان غير انكليزي فبدأوا بالقادمين من أفريقيا وفجروا في الحي الذي يعيشون فيه قنبلة مسامير,وبعدها بأيام فجروا قنبلة أخرى في الحي الذي يعيش فيه القادمون من آسيا وبالتحديد من شبه القارة الهندية وكان الضحايا من بنجلادش.
أما هدفهم الثالث فكان نادياً ليلياً في حي سوهو,, ولا يدري الانكليز والأجانب الذين يعيشون في لندن أين ستكون الضربة الرابعة,, إلا أن الذي بدأ الجميع يعرفه هو أن العنصريين قد سئموا رؤية وجوه غير وجوه أبناء جنسهم,, وإن كانوا قد كبتوا مشاعرهم طوال كل تلك السنين فإن الأزمات الاقتصادية قد فجرت ما كان مكبوتاً.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved