جاء الحفل المسرحي الختامي لجميع فروع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني مساء الاثنين الماضي,, صورة تربوية فنية بالغة الجمال تعكس مدى اهتمام المؤسسة وعلى رأسها معالي المحافظ الاستاذ محمد بن سليمان الضلعان بالانشطة اللاصفية باعتبارها جزءا مهماً ومكملا للعملية التعليمية والتدريبية التربوية,, ومما يثير الانتباه ويلفت النظر بالاعجاب والتقدير هو ان الحفل ظهرت به فقرات مسرحية تم اختيارها من عدة معاهد صناعية ومراكز تدريبية على مستوى المملكة كأشبه ما يكون بمهرجان مسرحي في إطار مؤسسة تعليمية تربوية,, وهو ما تفتقده الكثير المؤسسات التعليمية الاخرى.
لقد كان الحفل مليئا بالاعمال المسرحية الطلابية ذات الطابع النقدي الاجتماعي التعليمي قال فيه المؤلفون والمخرجون والممثلون ما لديهم من قضايا متعلقة بطبيعتهم الدراسية المهنية بكل وضوح وصراحة في إطار المتعة الممزوجة بالفكاهة,, لقد كشف الحفل عن وجود مواهب مسرحية افضل بكثير وبلا مبالغة من الوجوه المملة التي تعبنا من مشاهدتها بالتلفزيون, لكن ما يؤسف له ان مثل هذه المواهب لن تستمر لها الحياة الفنية لانها ستجد الابواب منصكة في الوجوه من قبل مؤسسات الانتاج الفني فضلا عن ذلك ان مثل هذه المواهب قد تبحث عن عمل رئيسي بعد التخرج وفق شهادة التخرج هو الهدف والمسعى والمطلب وهو بلاشك حق مشروع.
ان هذا الدعم من معالي المحافظ لهذا النشاط الحيوي إنما هو دليل على الاهتمام والتشجيع للحركة الفنية المسرحية بالمملكة بصفة عامة ومن اجل ان تستمر القافلة المسرحية داخل المؤسسة التي يديرها بصفة خاصة وهذا هو المنهج السليم والوعي المسؤول.
* * *
نعود بالحديث عن مهرجان ابها المسرحي الذي ينوي القائمون على التنشيط السياحي بمنطقة عسير ادراجه للمرة الثانية ضمن فعاليات الموسم السياحي لهذ العام وبعد نجاح المهرجان العام الماضي كفكرة استقطبت الكثير من الجمهور والذين اثبتوا ان الاتجاه نحو المسرح هو اقوى وأفضل وامتع الاتجاهات الفنية.
لقد كان المهرجان في دورته الاولى فكرة اولية اعتمدت على طريقة تقديم كل عرض من العروض الخمسة مرتين متتاليتين (مساء السبت والاحد) اما هذا العام فينوي القائمون على المهرجان نهج طريقة التجمع,, اي جعل العروض تقدم نفسها خلال خمس ليالٍ متابعة بنظام المهرجانات المسرحية المعتادة.
وسوف تخضع العروض لنظام لجان التحكيم لتوزيع الجوائز على العرض الاول والممثل الاول وأفضل مخرج وأفضل عنصر من عناصر العرض المسرحي الاخرى ولاشك ان ذلك يعد خطوة مهمة جدا في تطور الحركة المسرحية بالمملكة,, لكن مايؤخذ على المهرجان هو عدم اعتماده نظام المكافآت المالية للعروض التي ينوي المهرجان استدعاءها واستضافتها وهو نظام معمول به في كثير من المهرجانات العربية والخليجية وهو نظام حافز لاستمرارية المشاركة في المهرجان بأعوامه القادمة,, وهو النظام الذي افتقده مهرجان الجنادرية الذي تناقصت عروضه عاما بعد عام حتى شحت خشبته واصبحت بالكاد تجد من يقدم لها عرض لمجرد المشاركة,, أتمنى ان تكون اللائحة التنظيمية لمهرجان أبها المسرحي قد وضعت بعين الاعتبار هذا الحافز لضمان استمراريته ونجاحه,,
وللجميع التحية.
|