امرأة مؤجلة
* وفاء كريدية
* مجموعة قصصية
* الطبعة الثانية 1998م
** تختزل الكاتبة زخم اللغة لتتمكن من موافاة لحظة الكتابة وتستند الى فضاء التفكير عبر ايقونة المرأة في حالات كثيرة تصورها في مسارها الانساني وتوقظ فيها الشعور بامكانات ما مطمورة في مساحة السكوت عنه، ولا تحرص كثيرا هنا على تزبين كتابتها بتقنية السرد النثري ومحسناته او تتكون لديها احيانا قدرة على تكثيف لحظة الكتابة,, لتخلف منها حالة قائمة بذاتها في سياق تقطيع تعبيري مشحون بتدفقاتهاللدم لون الشقائق للنار قميص من ارجوان لا يحترق ، ولا يقي وحين تتوهج اشجار الروح بثمار من نار يصبح الارجوان سيد الالوان ويصبح الاحمر جرحا او شفة او وردة,, (ص 182) يختزل هنا النفس المقالي سطوة القصة ويكممها في غدده العفوي ومضمونه الناجز والذي لا يحتمل كثيرا من ابعاد التأويل,.
***
بعض من ثقافة الفنى مهران
* د, أنور عبدالمجيد الجبرتي.
* مقالات
* الطبعة الأولى 1998م
** يخرج هذا الكتاب باطروحاته المختلفة من الصيغة الاصطلاحية للمقالة عبر منافذ عدة كان اهمها وعي الكاتب نفسه لما يطرحه كتابيا اذ تتلاحق في سمات حمولات هذا الكتاب رؤى شتى في الشأن الثقافي والاجتماعي والسياسي وفي حساسيتها الذاتية للذات الكاتبة كمنفذ مصدر لتلك الرؤى,, ينتقل بها من عادية مفرطة الى صيغة ابداعية متداولة بسمات اكثر وعيا وعبر تركيب لقول ومزاج صياغي مختلف حتى في تواليها الخطى وشكلها الرسمي الذي ظهرت في الكتاب تناوش فضول قارىء يبحث عن متاهات نادرة تلامس شروطه القبولية وفقا لجماليات صياغية تناوش كثيرا من قضايا المجتمع المطروحة لنقاش ذكي ساهم الكاتب في تشذيبه من تيه التعبيرية الجاهز, الى عمق التناول الموضوعي, ومن مسوحات السخرية المفتعلة الى الوخز الخفي لعمق المظاهر والظواهر الذي عالجها الكتاب.
***
انتحار المثقفين العرب
* د, حمد عابد الانصاري.
* دراسات فكرية ص 297
* الطبعة الاولى 1998م.
* المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
* يطرح المفكر الفذ رؤيته حيال ظاهرة انتحار المثقفين العرب من عمق الظاهرة ذاتها,, ويكاشف بأفق فكري وقرائي مغاير ملابسات وضعية المثقف المنتحر في سياق المنظومة الاجتماعية والتحولات الحضارية الموازية ويطالب بإيجاد فقه حضاري يرقي الى مستوى التمييز بين الحلال والحرام في معركة الحضارة ومعركة البقاء,ويلامس الانصاري عبر مباحث الكتاب جذور التفكير في بنية العقلية العربية ومدى تفاعلها مع متصورات وجودها الثقافي والاجتماعي في قراءة ابرز نماذج المنتحرين من المثقفين العرب مثل خليل حاوي وابو حيان التوحيدي ويسرى الانصاري, ان المنتحر المثقف,, بمعنى من المعاني انسان تطلع الى حياة افضل الى حياة مثلى اكثر عدلا وجمالا وانه بانتحاره وتضحيته بوجوده الفردي انما يسجل احتجاجه على عدم بلوغ تلك الحياة .
وينوع المفكر محمد جابر الانصاري في استطراده السياقي للظاهرة عبر روافد ثقافية في المشهد العربي حيث يعقد بابا في الكتاب بعنوان قراءات في الادب العربي المعاصر يعالج فيها وضعية الراحل احمد حسن الزيات ومجلته الرسالة وما واكب ظهورها من تطلع المثقف العربي الى تأسيس وجوده الحضاري وصياغة خطابه الثقافي كما يعرض المؤلف في السياق نفسه وعبر باب مستقل في الكتاب الى معالجات ثقافية في ضوء التواصل الحضاري بين الامم وظواهر العولمة من منظور مبدئي حول بعض أمثلة التقنية والمعلومات التي تسيطر على العالم.
***
نحو أمن فكري إسلامي
* رضوان بن ظاهر الطلاع
* الطبعة الأولى - 1419ه
** يلخص المؤلف مفهوم الامن الفكري حسبما يفهمه بتوفير السلامة والطمأنينة للجميع ضد كل الاتجاهات ذات الطوابع الفكرية وغير الفكرية التي من شأنها تقويض البناء الفكري القويم واحلال افكار ومفاهيم بديلة هزيلة ذات منطلقات شيطانية لاإنسانية من شأنها ان تؤدي بشكل او بآخر الى الانهيار الفكري والانحلال الخلقي لبعض افراد الامة ,, الخ,,
ولعل هذا المفهوم يوضح للقارىء الكريم بنية التفكير التي تسير المؤلف الكريم حيث يوجز الامن الفكري وآلياته المحركة المثبطة,, واهدافه وكذا معاول هدمه وتقويضه الى جملة عموميات ومنظومات انشائية تحذر وتتوعد وتتنبأ بالمخاطر التي تقوض الامن الفكري الاسلامي وصفه اسلامية ذلك الامن حسبما يفهمها المؤلف ترفض الجوار مع اي مذهب ,, وترفض الاستفادة من أي منجز او الاحتكاك باي تجربة! بل يريدها المؤلف متقوقعة على نفسها تتخذ طريق بناء مجدها وحضارتها من خلال الاعتماد على ماضيها القديم وحضارتها المستلبة, وعبر سياق وعظي مدرسي لم يحسن الاستدلال او توظيف الآيات القرآنية الكريمة في سياق دلالته اذ كلها تصب حسبما يفهمها المؤلف في شأن التحذير من تقليد الاعداء تقليدا اعمى البصر والبصيرة لا بل الاستماتة في تقليدهم واقتفاء اثرهم متجاهلة هويتها وثقافتها وخصوصيتها (ص 41) وينساق الى رعونة مثل هذه الجلجلة وينساق الى نبرتها الحادة والتحذير والتهديد دونما طرح للبدائل,, ودونما قراءة معللة للتفاصيل او استثناء هوامش القاعدة التي يطرحها خيارا وحيدا لا مفر عنه او مناص من القبول به.
* وتساءل في خضم ظاهرة العولمة والتواصل الاممي وتقنية الاتصال المعلومات وشراكة المصلحة والمستقبل! أين نصنّف مثل هذا الطرح؟ الذي لا يزال يمارس نبراسيته الهادية المستقيمة خارج حدود الزمن والمكان ,, ولا يزال بمنأى عن ادراك المتغيرات الجذرية التي تحرك الامم وتؤسس مقدراتها وكفاءاتها.
وان كنا لانشك في نزاهة نية المؤلف الكريم,, الا ان النيات الحسنة وحدها, لا تصنع الا احلاما خارج الضوء,؟
اعداد: محمد الدبيسي