صدر العدد الثامن عشر من مجلة نزوى العمانية، وقد جاء كعادته متضمنا الكثير من المواد الثقافية والأدبية والنقدية المتنوعة الى جانب عدد من الحوارات والنصوص الابداعية حيث نقرأ حوارا مع ادونيس اجراه كل من: أمل جبوري وستيفان فايدنر, وفي الدراسات: لغز المتنبي (ترجمة) حسام الدين محمد، قصيدة النثر في الخطاب الملائكي: رشيد يحياوي -تحويل الظلال الى رومانسي، توني موريسون (ترجمة) اسامة إسبر, ومنه نقرأ: كان بوسع المرء أن يرى منذ أربعين عاما كيف كان مفهوم الذات الامريكية في أعمال إدجار آلن بو مرتبطا بشكل مشابه بالافريقية، وكيف كان مقنعا حيال تبعيتها ونستطيع ان نعود الى الخنفساء الذهبية وكيف نكتب مقالة بال كوود (بالاضافة الى بيم) من أجل عينات عن الحاجة اليائسة لهذا الكاتب، صاحب الادعاءات تجاه طبقة المزارعين، للتقنيات الأدبية الشائعة في الأدب الأمريكي من أجل تصنيع الآخر: تغريب اللغة، التكثيف المجازي، استراتيجيات التحويل الى فتش، اقتصاد النمط، الإعاقة الاستعارية، الاستراتيجيات الموظفة لحماية هوية شخصياته (وقرائه) لكن ثمة منزلقات لا يمكن تدبر أمرها: قيل أن العبد الأسود جوبيتر جلد سيده في قصة الخنفساء الذهبية والعبد الأسود بومبي يحاكم صامتا التصرفات الغريبة لسيدته في قصة مقالة بلا كوود, وينفرط في أكل لحم البشر قبل أن يقابل المتوحشين السود، وحين يهرب منهم، ويشهد موت رجل اسود، يندفع نحو صمت بياض عيي لا يمكن اختراقه,, ان قراءة ورسم خريطة الشخصيات الافريقية في تطور أدب قومي هو مشروع جذاب وملح في آن، هذا اذا اردنا ان يصبح تاريخ ونقد أدبنا صحيحين.
تركيب المتصل عند الماغوط: عبدالقادر الغزالي، الخطاب الثقافي العماني في شرق افريقيا: عبدالله المراحي، وفي سينا نقرأ: ثيوانجيلو بولس: (ترجمة) أمين صالح ونتوقف عند: افلام ثيوانجيلو بولوس تندرج ضمن سينما التأمل, ان محاولته المدروسة للتحليق بعيدا عن الشكل والسرد التقليديين ترغم المتفرج على انتحال دور المشارك في التأليف والمشارك في رحلة الشخصيات على حد سواء، اذ يتعين عليه ان يتأمل الصور أو الأحداث التي تتجلى على الشاشة، وبالتالي يتوجب عليه ان يتوسط بين مستويات الواقع والعرض وهذه المستويات ليست مغلقة ولا منظمة كليا,, انه يرغمنا على إعادة النظر في مفهوم التاريخ وذلك حين يستحضر على الشاشة التاريخ المنسي والمسكوت عنه (الحرب الأهلية مثلا), وهو في أعماله يستفيد من الحكايات الشعبية والأساطير والأحداث الواقعية ويقدمها معا بحيث يدفعنا الى تجاوز الأحداث نفسها لنسأل أنفسنا عن أهميتها ومعناها.
نقرأ ايضا في باب سينما، السيدة ذات الخمار: فيليني (ترجمة) عارف حذيفة, وفي التشكيل، المثال الاسباني كارلوس ابيارا: ادريس, وفي المسرح مائة عام على ميلاد برتولت بريشت: علاء عبدالهادي.
ونقرأ لقاءات مع الطبيب تيزيني: ماجد السامرائي, ومع شير كوبي كه س: عبدالله طاهر البرزنجي ومنه نقتطف التالي: حين ابتعدت عن النبع غدوت نهرا هائما وحافلا بالمخاض (نحو مجرى طويل لم أره من قبل) انفصلت عن ضفافي الجغرافية والنفسية فارقت المهد، هذا الاختيار لم تفرضه ارادتي، ظروف كردستان المتشابكة انتقت لي مصيرا آخر, لم يدر في خلدي ان أصحب في يوم من الأيام شاعرا مشردا في المنفى بعيدا عن المنبت عل نحو ما رأيت, كانت وحشة مدببة تسحقني, لقد كانت هجرتي من كردستان المدثرة بدخان القصف الجوي والانفجارات، نحو اوروبا مباغتة جدا, لم يكن النهر يدري كيف يطوي الدرب, كانت الرحلة بلا موعد وعنوان,, على أي ارض تسقط هذه الغيمة، عند أي مرفأ من مرافىء الغربة ترسو هذه السفينة؟
أيضا نقرأ حوارا مع رفائيل البرتي: ما كس أوب (ترجمة) نجم والي.
وشعرا نقرأ: قصائد من بريشت (ترجمة) عبدالغفار مكاوي قصائد من الشعر الأمريكي المعاصر: (ترجمة) حمزة عبود جورج تراكل (ترجمة) سعيد بوكرامي كذبة مثل ارواحنا: فرج العربي كاندنسكي: الخضر شوادر أرافق الموتى الى قبورهم: هدى حسين تحولات امرأة: هدى أبلان.
وفي باب نصوص: طبل الصفيح: جونترجراس (ترجمة) حسين الموزاني العاصمة القديمة: ياسوناري كاواباتا (ترجمة) صلاح نيازي جندي الحلم (ترجمة) كامل يوسف حسين اليوم الذي سقط فيه رأسي: عبدالله سالم باوزير التحية: حياة الرايس.
وفي متابعات: حسونة المصباحي ورواية الآخرون: فتحي عبدالله صيد الفراشات: عبدالله المسمطي احمد يماني: أمجد ريان.
ومن افتتاحية العدد لرئيس التحرير الشاعر سيف الرحبي نأخذ: في سيرك الكلام يختلط كل شيء بكل شيء يصير التماهي والتشابه ومحو الفروق بين الأشكال والشخوص والأزمنة هو شفرة الكلام ومبتغاه, الموجودات جميعها عائمة في فلك اللغة الاستيهامية على نحو من الاتساق والخفة التي تضمر ثقلا قاتلا وتكون الصفة الجامعة المانعة للمفكر والشاعر والروائي والفنان والدكتور.
وعناوين كبيرة ومدوخة مثل أدب القرن العشرين وفكره والدخول المنتظر الى مطار القرن الواحد والعشرين حيث مستقبل العرب يملأ صالات الانتظار,, كلام كلام ينسكب وينفجر من غير حرارة من أفواه قرب بشرية ليحل محل دورة الحياة وعناصرها وإشكالاتها, ماكينة متخصصة في انتاج التكرار والنمطية والجهل الموهم بالمعرفة.
|